إلا أن الكلاب لم تكن فقط الحيوانات الوحيدة التي وظفت للمشاركة جنبا إلى جنب مع أقوى جيوش العالم، بل كان للحمام والإبل وحتى الفئران تأثير كبير في تغير مجرى الحرب.
الفئران
لعبت الفئران دورا مهما في تخريب المعدات الألمانية خاصة بسببب قدرتها على التسلل داخل حفر يبلغ حجم قطرها نصف حجم جسم الفأر، لذلك قام الخبراء الروس في جامعة سمولينسك على تطوير برامج تساهم في تدريب القوارض على تأدية مهام تخريبية داخل الدبابات خلال سنوات الحرب.
وفي عام 1942 تمكنت الفئران خلال إحدى العمليات العسكرية التي قام بها السوفييت بالقرب من مدينة ستالينغراد، من تعطيل 70 % من المعدات العسكرية للألمان، عن طريق قضم أسلاك المحركات في الدبابات الألمانية.
الحمام
خلال الحرب العالمية الثانية، استخدم الجيش السوفييتي الحمام الزاجل في المراسلات العسكرية بين الوحدات القتالية وقوات الفدائيين، فضلا عن استخدامه كوسيلة لنقل ورمي القنابل.
وكان مشروع صواريخ الحمام الموجهة فكرة ذكية، حيث تم استخدام الحمام داخل الصواريخ، لتقوم بتوجيهها مباشرة نحو الهدف، عن طريق مجموعة من الشاشات أمام نظر الحمامة، التي تنقر على صورة الهدف على الشاشات لتحدد مسار الصاروخ.
القطط
على الرغم من صعوبة تدريب القطط في الحروب، ولكن قام السوفيت بتوظيف حساسيتها بشكل ذكي جدا، حيث كانت القطط تحذر من القصف واقتراب المقاتلات معربة، عن قلقها في محاولة لتحذير مالكها وتوجيهه إلى مكان آمن.
كما كان الجنود السوفييت يربون القطط في خنادقهم ومخابئهم لمنع القوارض من الاقتراب إلى الخنادق، وبهذه الطريقة كانوا يحمون أنفسهم من الأمراض والأوبئة التي كانت تنقلها الفئران.
ولكن الدور الرئيسي الذي لعبته القطط كان خلال حصار لينينغراد، حيث منعت القطط الجرذان من الاقتراب من اللوحات والقطع الأثرية الموجودة في متحف الإرميتاج كما كانت تجلب الفرائس لأصحابها وتدفئ الأطفال من البرد القارس.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أقيم في لينينغراد نصب تذكاري للقطط التي ساعدت في التغلب على غزو القوارض الذي كاد أن يدمر آخر الإمدادات الغذائية.
الجمال
قام الجيش السوفييتي باستخدام الإبل خلال المعارك التي جرت بالقرب من مدينة ستالينغراد. في البداية واجه الجنود صعوبة في التعامل مع هذه الحيوانات ولكن خلال مدة قصيرة وبمساعدة المختصين تمكنوا من تدريب الحيوانات على حمل العربات والمعدات العسكرية التي يزيد وزنها عن أكثر من طن.
