وواكبت "سبوتنيك" عمليات التعقيم الشامل التي أجرتها محافظة دمشق بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، برفقة وحدات الشرطة في قوى الأمن الداخلي.
وأكد مراسل "سبوتنيك" أن وحدات التعقيم تمكنت من إنجاز مهامها بسهولة كبيرة صباح اليوم نظرا للإلتزام الشامل من قبل أصحاب المحال التجارية الأثرية في السوق بالقرارات، التي أصدرتها الحكومة السورية أمس، بشأن إغلاق الأسواق والمحال التجارية والخدمية باستثناء مراكز بيع المواد الغذائية والصيدليات والمراكز الصحية الخاصة في إطار الإجراءات المتتابعة المتخذة للتصدي لفيروس كورونا.
وسوق "الحميدية" الذي يتوسط دمشق بجانب قلعتها التاريخية، أهم وأشهر أسواق الشرق على الإطلاق، وأكثرها جمالا ورونقا، ووصفه المؤرخون بأنه مدينة تجارية صناعية في قلب دمشق القديمة، وبأنه "درة الأسواق وأجملها"، وهو ومغطى بالكامل بسقف من الصفائح الحديدية المليئة بالثقوب الصغيرة التي تنفذ منها الشمس أثناء النهار، فيما أرضيته مبلطة بحجارة البازلت الأسود.
ويمتد سوق الحميدية لمسافة تقارب الميلين، وتصطف على جانبيه المحلات التجارية من كل نوع وصنف على طابقين، وتتفرع منه أسواق كثيرة مثل "سوق مدحت باشا- سوق السروجية- سوق البزورية- سوق الصاغة- سوق المناخلية- سوق العصرونية- سوق الحرير- سوق العرائس- سوق القباقبية- سوق الخياطين.."، لينتهي بعد ذلك عند بوابة معبد جوبيتر الدمشقي، ومنه إلى الساحة الرحبة القائمة أمام الجامع الأموي في قلب المدينة القديمة.
ويذهب بعض الباحثين إلى وصف سوق الحميدية كأهم الأسواق التجارية في العالم، وكأول سوق تجاري متكامل مغلق "مول" في تاريخ المدن منذ نشأتها.
وتبعا للتنوع الهائل في بضائعه ومصنوعاته التراثية، لطالما كان سوق الحميدية ملتقى للزائرين والسياح من كافة بقاع الدنيا، قبل الحرب الإرهابية على البلاد.
وبني سوق الحميدية في القرن 18، ومنذ ذلك الحين، ويتفق المؤرخون والرحالة على أن زيارة حواضر الشرق لا يمكن أن تكتمل إلا بزيارة أشهر أسواقه التراثية (سوق الحميدية) ببضائعه المتنوعة بين كل صنف ولون ومن ضمنها الصناعات التراثية والنحاسية والأرابيسك والمصدفات والأقمشة بكافة أنواعها الحريرية والقطنية والمطرزات، والصناعات التراثية، وكافة أنواع الملابس الجاهزة وأدوات الزينة والأحذية والديباج والمفروشات والسجاد والذهب والتحف والهدايا والتراثيات.
ويحيط بسوق الحميدية عدد من الأوابد الأثرية والتاريخية، ففي نهايته يصل "معبد جوبيتر الدمشقي)"، وهي بقايا لمعبد وثني بني أيام الإغريق بقي منه أعمدته الضخمة الرخامية المرمرية الجميلة المزينة بكؤوس مزخرفة من الرخام وبوابة أثرية، والذي يتصل بساحة يعتقد أنها كانت فناء للمعبد المذكور، ليجد الزائر نفسه أمام البوابة الرئيسية للجامع الأموي الكبير.
وعلى يمين السوق، تقع قلعة دمشق الشهيرة التي يتقدمها تمثال البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي وضريحه الذي يقع بين سوق الحميدية وبين حي العمارة التاريخي المغروف في دمشق القديمة، إلى جانب المكتبة الظاهرية التي بناها الظاهر بيبرس أبان فترة حكمه لدمشق، بالإضافة إلى جوامع ومساجد أثرية ومباني تاريخية هامة.