يأتي ذلك بعدما تسلم رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، تقرير التوصيات الكاملة لتعديل دستور البلاد، بصورة رسمية.
ويرى النائب عبد الوهاب بن زعيم، عضو مجلس الأمة الجزائري، أن الخطوة المقبلة هي عرض المشروع على كل الفئات المعنية في الجزائر، مشيرا إلى أن مشروع تعديل الدستور سيعرض على السياسيين لإبداء اقتراحاتهم بشأن المواد المضمنة، أو ما إن كانت هناك أي ملاحظات أو إضافات، بحيث تقدم للجنة، التي تنتهي من التعديلات.
وتابع لـ"سبوتنيك": "ومن ثم تقدمها لرئيس الجمهورية، ويصادق عليه في مجلس الوزراء، ويحال للبرلمان بغرفتيه وبعد إقراره ومن ثم يعرض للاستفتاء على الشعب".
ويقول الدكتور إسماعيل خلف الله، المحلل السياسي الجزائري، إن الرئيس عبد المجيد تبون، تسلم المشروع التمهيدي للتعديلات التي اقترحتها اللجنة، مشيرا إلى أن تأجيل توزيع المسودة على الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ورجال القانون، وفعاليات المجتمع المدني والنقابات ورجال الإعلام، جاء إثر أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي (جائحة).
وقال الدكتور بلهادي عيسى، الأمين العام لحزب جبهة الحكم الراشد، أن الشارع السياسي ينتظر مرحلة توزيع وثيقة المشروع على الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية، بغرض إبداء الرأي حول وثيقة المشروع، وبالتالي تقديمهم المقترحات، التي يرونها مناسبة للتعديل الدستوري.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "النقاط المهمة، التي يركز عليها الشارع السياسي تتعلق بتحديد طبيعة وهوية النظام السياسي، والفصل بين السلطات، وصلاحيات الرئيس ومسائل أخرى ذات أولوية بالاستجابة لمتطلبات الحراك الشعبي، بما يجعل من الدستور المرتقب تعديله واستفتاء الشعب الجزائري عليه، في مستوى التأسيس للجزائر الجديدة، ومن ثم في مستوى تحديات المرحلة الراهنة والمقبلة".
وأشار إلى أن اللجنة قائمة على الصياغة النهائية للمشروع التمهيدي لوثيقة التعديل الدستوري بعد مراجعتها من طرف الطبقة السياسية، والمنظمات المدنية في أجل أقصاه شهر، إلا أن الاستثناء بالنسبة للآجال القانونية التي أثرت فيها أزمة فيروس كورونا المستجد، التي ألقت بظلالها على تعطيل وتيرة العمل الرئاسي والحكومي والسياسي في الجزائر.
وتابع بأن "فترة المشاورات مع الأحزاب السياسية تستغرق شهرا، على أقل تقدير، ومن ثم يتم تجميع مذكرات إبداء رأي الأحزاب السياسية والمنظمات برئاسة الجمهورية وإحالتها مرة أخرى على لجنة الخبراء للتعديل الدستوري للصياغة النهائية، ثم تقوم لجنة الخبراء بتسليم النسخة النهائية المزيدة والمنقحة على ضوء مقترحات الأحزاب السياسية والمجتمعية إلى رئيس الجمهورية".
ويتم إحالة المشروع التمهيدي للتعديل الدستوري على المجلس الدستوري، الذي يبدي رأيه بخصوص إجراء فحص الرقابة الدستورية، وفي الخمسين يوما الموالية لرأي المجلس الدستوري يتم عرض المشروع التمهيدي للتعديل الدستوري للاستفتاء الشعبي.
ويرى عيسى أن "هذه الإجراءات تمتد حتى 5 يوليو/ تموز، من نفس السنة الجارية، إلا أن الأمر يتوقف على مدى السيطرة أو التحكم في أزمة فيروس كورونا، المسبب لمرض "كوفيد - 19"، الذي أصاب أكثر من 491 ألف شخص في العالم حتى الآن وتسبب في وفاة أكثر من 22 ألف.
وفي وقت سابق خاطب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون شعبه، مؤكدا أن بلاده ستنتصر على وباء كورونا المستجد، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، مخاطبا سكان ولاية البليدة التي تخضع للحجر الشامل منذ الثلاثاء الماضي: "تحية تقدير لأهلنا في البليدة لصبركم على الحجر المفروض من فيروس كورونا المستجد بيقين منكم، وحاشا أن يكون عقوبة. البليدة جوهرة الجزائر لا تعاقب".
وأضاف: "الله معكم والدولة معكم ومع الجزائر قاطبة. سننتصر على الوباء، وبحول الله لن يطول، فعلينا جميعا التقيد بإجراءات الوقاية. اللهم احفظ الجزائر".
