وأكد ري بيونغ تشول، نائب رئيس حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، الذي قاد اختبار الإطلاق، أن عملية نشر النظام تعد "عملا حازما وله أهمية كبيرة"، وحدد المهام المتعلقة بتسليم النظام، وفقا للوكالة.
وقالت صحيفة رودونغ سينمون الرسمية الكورية الشمالية إن اختبار يوم الأحد كان يهدف إلى "التحقق مجددا من الخصائص التكتيكية والفنية لقاذفات صواريخ متعددة ضخمة للغاية، وتم إطلاق النار بنجاح".
ويقول مراقبون إن التحركات العسكرية الأخيرة لكوريا الشمالية تهدف في المقام الأول إلى تعزيز قبضة الزعيم كيم جونغ أون على السلطة وسط مخاوف من انتشار وباء كورونا والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن نظام العقوبات الدولية متطاولة الأمد، وفقا لوكالة يونهاب.
وأجرت كوريا الشمالية اختبارات صاروخية 13 مرة العام الماضي، كان آخرها في نوفمبر/تشرين الأول في استعراض للقوة والتعبير عن الإحباط من توقف محادثات نزع السلاح النووي مع واشنطن بعد قمة عدم الاتفاق بين كيم وترامب في فبراير/شباط من نفس العام، بحسب الوكالة.
وقال باحث متخصص بمعهد القرن الـ21 العسكري ريو سيونغ -يوب "يبدو أن كوريا الشمالية اختبرت إطلاق القاذفة على ارتفاع منخفض، وإنه مع إطلاق القاذفة على مختلف الارتفاعات يصعب إصابة المقذوفات، ومن المقدر أنها اختبرت إطلاق القاذفة على ارتفاع منخفض مع مراجعة المسائل التقنية".
ويرى خبراء آخرون أن إطلاق اليوم هو نوع من استعراض القوى العسكرية تجاه كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بالاضافة الى تعزيز التضامن الداخلي في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وبحسب الوكالة الكورية يسعى الشمال إلى تعزيز قدراته الدفاعية في ظل توقف المحادثات النووية بينه وبين الولايات المتحدة في أعقاب انهيار قمة هانوي دون التوصل إلى اتفاق.
كما أن هذا العام يمثل أيضا الذكرى العاشرة لاثنين من ثلاث معارك هامة، إحداهما هي حادثة غرق السفينة الحربية الكورية الحربية "تشونان" في يوم 26 من مارس 2010، والثانية هي قصف مدفعية كوريا الشمالية لجزيرة يونبيونغ في البحر الأصفر يوم 23 نوفمبر من عام 2010.
كما يفسر آخرون بأن إطلاق اليوم يعبر عن عدم ارتياح الشمال تجاه تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي الرسمية، التي أدلى بها يوم الجمعة الماضي في فعاليات الذكرى السنوية للمناوشات البحرية، حيث عبر عن عدم تغيير موقف حكومته من أن حادثة إغراق غواصة تشونان البحرية ناجم عن هجوم بطوربيد كوري شمالي قبل 10 سنوات. وذلك لأول مرة منذ توليه منصبه.
هذا وقال كيم يونغ-هيون الباحث في قسم دراسة كوريا الشمالية بجامعة دونغكوك في سيئول "استبعد وجود علاقة مباشرة بين اختبار القاذفة اليوم وتصريحات الرئيس مون، حيث ظلت كوريا الشمالية تختبر قاذفاتها منذ مطلع الشهر الجاري، فيمكن القول إن عملية إطلاق اليوم ناجمة عن الرغبة في تعزيز حالة التأهب الداخلي جراء تفشي فيروس كورونا المستجد".
وجاء إطلاق يوم الأحد بعد أسبوع من كشف كوريا الشمالية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل رسالة إلى الزعيم كيم، يعرض المساعدة في مكافحة الفيروس التاجي.
وأعرب الشمال عن امتنانه لكنه حذر من إساءة الحكم على علاقات البلدين على أساس العلاقات الشخصية للزعيمين فقط. ولم يقدم ردا على عرض واشنطن للمساعدة.