الدراسة التي طبقت على أكثر من 30 ألف امرأة أمريكية، من خلال تتبع مسيرة حياتهن، وحياة أطفالهن، بينت أن هذه العمليات تترك آثارا بعيدة المدى يمكن أن تكون في بعض الأحيان خطيرة.
وبحسب نتائج البحث، فإن هؤلاء النساء اللواتي يلدن بعملية قيصرية أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 11% من إجمالي نسبة الولادات، ولديهن خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 بنسبة 46% أكثر من النساء اللواتي ولدَن طبيعيا.
ونقلت "سي إن إن" عن أستاذ التوليد في "كينجز كوليدج" بمدينة لندن، قوله: "يجب ألا تقلق النساء بشأن الولادة عن طريق القيصرية عند الحاجة. ومع ذلك، فإن البحث يزيد من الأدلة التي تؤكد وجود آثار ضارة لاختيار القيصرية كإجراء روتيني في عمليات الولادة".
وكانت دراسة أمريكية أخرى، تتبعت الأطفال الذين ولدتهم إماتهم بعمليات قيصرية، أشارت إلى أن معظم الأطفال الذين ولدوا بهذه العمليات لوحظ عليهم سمنة تزيد معدلاتها عن أقرانهم من الأطفال.
مؤلف الدراسة الجديدة الأستاذ المشارك في جامعة هارفارد خورخي شافارو، نوه إلى أن الأسس البيولوجية لكيفية تأثير الولادة بالقيصرية على صحة الطفل لا تزال غير مفهومة. ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن هناك "أدلة متزايدة" تشير إلى الاختلافات في بكتيريا الأمعاء لدى الطفل أو ما يطلق عليه "الميكروبيوم" بين الأطفال الذين ولدوا طبيعيا والآخرين الذين ولدوا بالقيصرية.
وقال: "الأطفال الذين يولدون عن طريق القيصرية لديهم جراثيم معوية أقل تنوعًا من أولئك الذين ولدوا طبيعيا، حيث يحصل هؤلاء الأطفال على ميكروبات من أمهم أثناء الولادة".
ونوهت الدراسة بأن الأطفال الذين يولدون بالقيصرية يحصلون على الميكروبات المعوية من البيئة، ولديهم عدد أقل من الميكروبات التي تحمي من السمنة.
ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن هذه الاختلافات في بكتيريا الأمعاء من المعروف أنها تستمر عند الأطفال حتى سن سبع سنوات.
قال شافارو: "نعلم أن هذه الاختلافات يمكن ملاحظتها عند الرضع والأطفال الصغار جدًا، ولكن ماذا إذا كانت هذه الاختلافات مستمرة طول الحياة أو تسبب اختلافا في كيفية استقلاب الطعام".
ونوهت الدراسة بأن أكثر من 1.2 مليون ولادة قيصرية تُجرى سنويًا في الولايات المتحدة، مما يجعلها أكثر العمليات الجراحية شيوعًا وتمثل ما يقارب ثلث الولادات، وعلى الصعيد العالمي، يولد طفل واحد من كل خمسة أطفال بعملية قيصرية.