ولأهمية هذا الموضوع أجرى راديو "سبوتنيك" حوارا خاصا حول هذا الموضوع مع خبراء نفطيين من المملكة العربية السعودية، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية لمعرفة أسباب هذا الهبوط وتأثيره على السوق.
وأضاف بوخمسين: "وفي الجهة المقابلة أسعار نفس الخام "غرب تكساس الوسيط" تسليم يونيو مازالت محتفظة بسعر مقبول عند حوالي 22 دولارا للبرميل وكذلك تسليم سبتمبر/أيلول بنحو 31 دولارا وأيضا مزيج "برنت" مازال محتفظا بسعر جيد وماحدث هو ظاهرة تعرف باسم "الكونتانغو" وتعني براميل نفط معكوسة الاتجاه أي أنها مباعة لكنها بدل أن تذهب من البائع إلى المستهلك النهائي تعود بالاتجاه المعاكس من المالك الحالي إلى المصدّر وبالتالي يتطلب الأمر تخزينها ولكن الطاقة الاستيعابية القصوى لولاية "أكوهوما" الخاصة بالتخزين الإستراتيجي لنفط "غرب تكساس الوسيط" لا تتجاوز الـ70 مليون برميل وبسبب تراجع الطلب وضعف التسويق لكميات النفط الناجم عن جائحة "كورونا" وعزوف المصافي ازدادت كميات النفط المخزنة فيها لذلك كان لا بد من التخلص من العقود الآجلة وبسرعة".
وحول المتضررين من هبوط الأسعار توقع بوخمسين أن ينعكس هذا إيجابا على مزيج "برنت" كونه يباع في البحار دون الحاجة للتخزين، وأن الخاسر الأكبر هي شركات النفط الأمريكية والمنتجين الصغار في الولايات المتحدة.
وتوقع يوشكوف أن يتحسن السوق بحلول العام القادم حيث قال: "إذا كان هبوط الأسعار يمس خام غرب تكساس الوسيط، أي النفط الأمريكي فقط، فسيكون هذا إيجابيًا، لأنه كلما رخص ثمنه نرى إغلاقا أسرع في مشاريع النفط الصخري... ومع ذلك يبقى له تأثير على أسعار كل من نفط "برنت" والنفط الروسي، والتي ستتراجع أيضا. أعتقد أنه لن يكون هناك تحسن ملموس في الأسعار حتى يونيو/حزيران... عندما يبدأ تأثير تنفيذ اتفاق "أوبك +" ويبدأ الطلب على النفط في أوروبا والصين بالتعافي التدريجي... فقط عندها سنرى بعض الارتفاع في الأسعار في المنطقة عند 30 دولارًا للبرميل. سعر 50-60 دولار للبرميل سنراه في أحسن الأحوال في 2021".
وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج "قوانين الإقتصاد" قال الخبير بالشؤون الاقتصادية والأمريكية الدكتور مهدي عفيفي: "إن السبب في هذا الانخفاض "التاريخي" يعود إلى عدم وجود أماكن لتخزين هذا النفط بسبب ارتفاع الاحتياطي المخزن بسبب ضعف الطلب ولهذا سارع ترامب والكونغرس باتخاذ حزمة إجراءات لإنقاذ منتجي النفط الصغار بعد أن أغلق أكثر من 13 % إنتاجهم، وكذلك شراء 75 مليون طن من الخام... لكن أعتقد أنها غير كافية، وربما يجب القيام بتسهيلات لمنتجي النفط خاصة وأن الاقتصاد الأمريكي في مرحلة حرجة... ومن الصعب إغلاق آبار الإنتاج لأن إغلاقها وإعادة فتحها أمر مكلف للغاية لذلك الحل يكمن في تقليل الإنتاج، هذه الأسعار ستفيد المستهلكين خاصة الصين والهند وهذه الظاهرة مؤقتة".