يفتقد المسلمون في جميع الدول التي حل فيها "كورونا" للشعائر الخاصة بعيد الفطر، ورغم تشابهها إلا أن بعض المجتمعات لها خصوصياتها وعاداتها، التي سيرغم الجميع على عدم إقامتها بعد تشديد إجراءات الحظر في معظم الدول الإسلامية خلال أسبوع العيد على وجه الخصوص، فيما يعيش العالم ذات الإجراءات الاحترازية والحجر الكلي والجزئي.
أول مرة في التاريخ
رغم تعرض العالم لأزمات مماثلة وأكثر قسوة كما الطاعون فى عصر المماليك، وما سمي بـ "الموت الأسود" والذي مات بسببه آلاف الأشخاص إلا أن كتب التاريخ لم تشر لمثل هذه المعلومة رغم ترجيح عدم إقامة الشعائر، إلا أنها لم ترد.
العيد في فلسطين
تقول الشاعرة الفلسطينية إيمان زياد، إن معظم البلاد العربية تتشابه في ممارسة طقوس استقبال عيد الفطر المبارك، وإن اختلفت بعض التفاصيل.
وبحسب حديث إيمان لـ"سبوتنيك"، يبدأ الفلسطينيون في العشر الوسطى من شهر رمضان إعداد واقتناء الملابس الجديدة، ويقال عنها الخر" لبسة العيد".
في الأسبوع الأخير من شهر رمضان يبدأ إعداد كعك العيد "المعمول"، وما زالت الأسر الفلسطينية في غالبيتها يعدّونه في بيوتهم، لأنه رمز للفرح في العيد، بالاضافة إلى شراء ضيافة العيد الأخرى، كالقهوة والمكسرات وغيرها.
عادات قديمة
كانت العادة قديما، تتمثل في نقش الحناء للأطفال والنساء، وتقوم به إحدى النساء المسنات في الحي، وتراجعت هذه العادة واستبدلت بالتزيين في صالونات التجميل" رجالا ونساء".
تتابع أنه عند الإعلان عن إتمام شهر رمضان، وقدوم عيد الفطر، يخرج الأطفال للتكبير في الشوارع، وانضم صوت أم كلثوم في "يا ليلة العيد" ليصبح رفيقا على اللسان.
عقب صلاة العيد، يتجه المصلون لزيارة المقابر، ورغم تراجع هذه العادة إلا أنها ما زالت متوارثة، ويأخذون بالعادة معهم حلوى (الغريبة)، لتوزيعها على المارة" الغريبة حلوى مصنوعة من الدقيق والسكر والسمن".
شعائر خاصة
هناك شعيرة يختص به أهل فلسطين، بعد زيارة أمواتهم، يتوجهون لزيارة بيوت أهالي الشهداء والأسرى والمرضى وكبار السن، ومن فقدوا عزيزا قبل العيد، وتسمى "الفُقدة"، أي يتفقدونهم لا لتهنئتهم بالعيد وإنما لمواساتهم كأول عيد بعد الفقدان، يزورونهم أولا في الأحياء والقرى والمدن التي يسكنونها، ثم يعودون لمنازلهم لتناول الفطور مع عائلاتهم والذي بالغالب سمك مملح الفسيخ.
تبدأ زيارة الأرحام باكرا بعد تناول الفطور، وتحرص الأسر على أخذ الهدايا والحلويات معهم، وتوزيع العيدية على النساء والأطفال، وتعتبر العيدية للنساء، حتى وإن كانت مقتدرة ماديا، بديلا عن الهدية العينية.
شعائر الجزائر
من الجزائر تقول الأديبة نبهات الزين، إن الجزائريين يقومون للسحور في فجر العيد اقتداء بسنة النبي، ثم يعود الأبناء للنوم قليلا، وتبقى الأم تشعل البخور وتعطر المنزل، وتجهز أكلة تسمى (الرفيس).
وبحسب حديثها لـ"سبوتنيك"، يذهب الأب لصلاة العيد في هذه الأثناء تجهز الأم نفسها بارتداء لباسها الجديد، ويقوم الأطفال بنفس الشيء، ليستقبلوا والدهم كأول شخص يعايدونه، ومن ثم تجتمع العائلة لتناول الشاي والحلويات، ويبدأ الجيران تبادل الأطباق.
العارفة
العارفة هي "العيدية" التي يتلقاها الأطفال من الأهل والأقارب. وتكاد تكون وجبة الغذاء في العيد واحدة في كل البيوت، وهي الكسكس باللحم.
تونس
في تونس تقول الكاتبة التونسية زهور المشرقي، إن أهم الشعائر المفقودة هذا العام هي صلاة العيد وزيارة المقابر والأهل.
وأوضحت أن صناعة الكعك والحلوى غابت هذا العام إثر الإجراءات الاحترازية المتبعة، وإغلاق المخابز، وعدم تجمع النساء في المنازل كما كان يحدث.
المغرب
في المغرب لا تختلف عادات وتقاليد الشعب المغربي على باقي شعوب الأمة الإسلامية، خلال عيد الفطر، حيث يلجأ الناس إلى محلات اقتناء الملابس لشراء ملابس جديدة، خاصة للأطفال والشباب، كما تتكفل النساء بإعداد أطباق من الحلويات المتنوعة من أجل استقبال الأقرباء والجيران.
وبحسب حديث عبد الإله الخضري الباحث المغربي، هناك بعض المناطق، خاصة القبلية منها، تنظم مسيرات فلكلورية خاصة بها، تجوب شوارع وأزقة القرى والمدن، إحياء لطقوس قديمة توارثتها عن الأجداد، تبرز خصوصيات احتفالاتها بقدوم عيد الفطر.
وأشار إلى أن هذه المظاهر الاحتفالية ستتبخر العام الحالي بسبب حالة الطوارئ المفروضة على المواطنين المغاربة، خاصة مع تمديد فترتها من لدن الحكومة إلى حدود النصف الثاني من شهر يونيو/ حزيران المقبل، وهو ما يترك في النفوس حسرة كبيرة، خاصة مع الإغلاق الاقتصادي الذي جعل شرائح عديدة من المواطنين في حالة عوز شديد، رغم الجهود الحكومية المبذولة بهذا الشأن.
وأضافت في حديثها أن الزيارات والعيديات التي كانت تمثل بهجة كبيرة بعد الصلاة تفتقد هذا العام، خاصة في ظل إمكانية انتقال كورونا عبر النقود.
التجمعات وتبادل الزيارات، والذهاب للمتنزهات كلها فقدت هذا العام، وربما يفتقد البعض الشعور بالعيد أيضا.