إيران التي صمدت أمام كل الضغوط الأمريكية أثارت إدارة ترامب بعد نجاحها في إيصال 5 ناقلات نفط لفنزويلا، ما دفع بحسب الخبراء ترامب إلى ممارسة أنواع أخرى من الضغوط.
وطرح بعضهم تساؤلات بشأن إمكانية أن تنجح العقوبات الأمريكية الأخيرة على وقف حركة التجارة بين إيران وفنزويلا، في ظل دعم الطهران المتزايد مؤخرًا.
عقوبات أمريكية
قال عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن العقوبات الأمریكية المفروضة على بلاده "لیس لها أي سند دولي".
وتابع في إطار رده على العقوبات الأمريكية الجديدة ضد شركات النقل البحري وناقلات النفط الإيرانية: "أمريكا فرضت الحظر علی الشعب الإيراني بأكمله ذات مرة ثم فرضت في خضم هذا الحظر، عقوبات أخری على الإيرانيين أو المسؤولين بشكل فردي".
وتابع: "يجب على العالم أن یثوب إلى رشده وأن يمنع مثل هذه العقوبات الأحادیة وتسریبها إلى دول أخرى وهو ما نأمل أن يحدث".
فشل أمريكي وصمود إيراني
محمد حسن البحراني، المحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني، قال إن "تشديد الإدارة الأمريكية للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران جاء للتغطية على فشل سياسة العقوبات التي اتخذتها إدارة ترامب منذ مايو عام 2018".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "السياسة الأمريكية فشلت لأنها لم تحقق الأهداف التي كانت أعلنت عنها واشنطن آنذاك، وفي مقدمتها جلوس إيران على طاولة المفاوضات، لإبرام اتفاق جديد يشمل ثلاثة قضايا، هي مراجعة البرنامج النووي الإيراني، والصواريخ الباليستية، والدور الإقليمي لإيران في المنطقة".
وتابع: "بعد عامين من سياسة العقوبات، الجميع يلمس بوضوح أن سياسة الضغوط الاقتصادية والعقوبات التي مورست على إيران فشلت في تحقيق الأهداف، على عكس ذلك طهران نجحت في تكييف أوضاعها الداخلية مع سياسة العقوبات، ولم نلمس أي تراجع في برنامجها النووي".
وبشأن الضغوط الأمريكية الأخيرة، قال: "هذا الإعلان عن العقوبات الجديدة جاء بعد أن نجحت إيران في إيصال 5 ناقلات للنفط والوقود لفنزويلا، ووصلت بنجاح وعادت دون أن تجرؤ أمريكا بالتحرش بها أو توقيفها".
مظلة العقوبات
من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "الأسطول البحري لناقلات النفط الإيرانية وأسطول السفن التجارية الإيرانية هم موضوعان تحت العقوبات الأمريكية بشكل غير مباشر منذ مدة طويلة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "تم منع شركات التأمين الدولية أن تقوم بتأمين هذه السفن وإيران قامت بتأمين هذه السفن عبر الشركة الوطنية للتأمين وهي تسير في المحيطات تحت إطار هذا التأمين، ووضع عقوبات أمريكية عليها سوف يؤدي إلى الضغط على بعض المرافق كي لا تستقبل هذه السفن".
وتابع: "لا يمكن القول إن هذه العقوبات دون تأثير ولكن بالنسبة للتجارة بين إيران وفنزويلا بالتأكيد فهي دون تأثير لأن الجانبين هم تحت مظلة العقوبات الأمريكية".
إيران وفنزويلا
وقال محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، إن إرسال أسطول ناقلات الوقود إلى فنزويلا كان "عملا عظيما تم فيه تحدي التهديدات الأمريكية".
وتابع: "هذا الإجراء كان عملا عظيما، فحينما كانت ناقلاتنا في منتصف الطريق دعا بعضهم في الداخل لإعادتها إلى البلاد لأن مسألة وقوع الحرب كانت محتملة، إلا أن إدارة البلاد أرسلت كوادر الحرس الثوري لتحلق فوق السفن الحربية الأمريكية ليعلموا بأننا لسنا مكتوفي الأيدي".
وكشف رضائي أن الأمريكيين "عرضوا مبالغ على قباطنة ناقلاتنا ليقوموا بتغيير مسارهم، إلا أن هذه العروض الوقحة رُفِضت من قبل أعزائنا ووصلت ناقلاتنا إلى فنزويلا".