الرسائل التي وجهها السفير يفيموف في يوم إحياء روسيا لعيدها الوطني، هامة جدا. يفيموف الذي لم يعد يتحدث كسفير وحسب، يمكن تأويل تصريحاته أو التلاعب بمضامينها أو حتى العودة عنها أو تصحيحها، بل يتحدث أيضا كممثل رسمي لرئيس الدولة الروسية. عندما يقول يفيموف "من المستحيل تحطيم روسيا وسورية بالإرهاب الاقتصادي، وستفشل هذه المحاولات مثلما فشلت محاولات فرض الإرادة الأجنبية على سوريا بقوة السلاح"، وماتلاها من تفاصيل أخرى تقطع الشك باليقين تؤكد قولاً وفعلاً أن لا إستسلام للهيمنة والضغوط، وإسقاط سورية بات أبعد من الحلم.
رسائل يفيموف للقوى الٌاقليمية والدولية المتداخلة في الحرب على سورية
حديث يفيموف أتى في ظل تسريب أخبار عن إتفاق روسي أمريكي بخصوص سورية
يفيموف لفت النظر إلى أهمية إعادة عمل المركز الثقافي الروسي بدمشق
أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسي السوري السابق الدكتور بسام أبو عبد الله يقول "ما من شك أن حديث السيد يفيموف ليس فقط حديث سفير، وانما كممثل للرئيس بوتين في دمشق وهذا جانب مهم جدا، ما يعني أنه لايوصل رسالة الخارجية الروسية فقط وإنما موقف الدولة الروسية. هذه الرسالة تأتي في توقيتين مهمين، أولاً هي تتزامن مع إحياء اليوم الوطني وفيها تعبير عن الموقف الدقيق والواضح لروسيا. النقطة الثانية هي أن هذه الرسالة تأتي على خلفية قرب تنفيذ تشريع "سيزر" الذي تهدد به الولايات المتحدة للضغط على كل دول المنطقة والعالم لفرض تسويات سياسية تسوق لها في نفس الوقت وتتحدث الأخبار عن لقاءات روسية أمريكية للإيهام بأن هناك تسويات معينة قد تفرض على سورية. كلام السيد يفيموف يؤكد ثبات الموقف الروسي وينفي كل هذا التسويق"
وتابع أبو عبد الله " سيزر، إجراء أحادي لايستهدف سوريا فقط بل يذكر إسم روسيا وايران في نصوصه بشكل صريح وبالإسم، وماجاء في تصريحات يفيموف تأتي بمثابة رد واضح، بقوله " لن نرضخ لمثل هذا الإرهاب الإقتصادي ونحن على الجانب الصحيح من التاريخ وأن روسيا لن تترك سوريا في هذه الظروف الصعبة". الأمريكيون يكذبون بخصوص المفاوضات، مايجري جزء من معركة عالمية لا تستهدف فقط سوريا وإنما تستهدف إضعاف الموقف الروسي. جيمس جيفري قال بصراحة سنغلق الطريق أمام روسيا في أكثر من منتدى وقال أنهم سيحولون سوريا إلى مستنقع لروسيا".
وأضاف أبو عبد الله "سيزر محاولة لترهيب الكثير من الدول وهي محاولة لفرض تقسيم على سورية، فرض فيدرالية كأحد الشروط السياسية وبالتالي إنشاء منطقة نفوذ أمريكي في شرق سورية، ومنطقة للإرهابيين والتكفيرين في إدلب وريف حلب تديرها تركيا، والنقطة الثالثة العامل الإسرائيلي وخطر محاولات ضم غور الأردن والضفة الغربية، وهذا يحتاج الى ظرف سياسي أو توتير الأوضاع في لبنان وسورية والعراق كما نرى. وهنا جاء الموقف الروسي في كلام السيد يفيموف بأنه لامجال لإستمرار الحروب و قتل شعوب وحصارها وتجويعها وأنه لابد من التعاضد والتكاتف لمواجهة التحديدات التي تهدد أمن وإستقرار المنطقة والعالم "
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق...
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم