وقال سعيد في تصريحات أدلى بها أثناء حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية على خلفية زيارته الأخيرة إلى فرنسا، التي كان ملفها الرئيسي هو الحرب الليبية، إن "المشكلة الليبية تهم الليبيين، وأن السلطة في طرابلس التي حازت على شرعيتها بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، لكن حصلت تدخلات أجنبية جعلت هذه الأزمة دولية، وغيرت قواعد اللعبة".
وأشار سعيد في تصريحاته إلى أن "تونس دفعت ثمنا باهظا لهذه الحرب، التي لا تنتهي، مالياً وأمنياً، وحتى داخل طبقتها السياسية، كما لو أن المشكلة الليبية كانت تونسية - تونسية، فقد دعم البعض (التونسيين) الشرق، والبعض الآخر الغرب".
واعتبر الرئيس التونسي أن الوضع الحالي "لا يساهم سوى في تفاقم الوضع" وأضاف: "المطلوب هو تنسيق مواقف الجزائر وتونس لمساعدة الليبيين على الوصول إلى حل".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد أكد أن روسيا لا تنحاز إلى أي من أطراف الصراع في ليبيا، وتضع مصالح الليبيين في المقدمة.
وقال الوزير الروسي خلال لقاء مع وكالة "أسكانيوس" الإيطالية، أواخر العام الماضي، في تعليقه على التصريحات التي أعربت عن مخاوف الغرب من النشاط الروسي في ليبيا لصالح خليفة حفتر: "السياسة الروسية في ليبيا مسؤولة للغاية، وليس لها بعد جيوسياسي، وتضع المصالح الليبية في المقدمة. نحن لا ننحاز إلى أي من أطراف الصراع".
هذا وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في وقت سابق أنه لا يحق للعديد من الدول الحديث عن زعزعة استقرار الوضع في ليبيا بعد أن دمروها بأفعالهم التي تنتهك القانون الدولي:
"من ضمن هذه التصريحات، ما يقال عن زعزعة هذه الشركات العسكرية للوضع في ليبيا. في هذه الحالة، يمكننا ببساطة أن نقول، إنه لا يحق للكثير من الدول، من الناحية الأخلاقية، الحديث عن زعزعة الاستقرار الوضع في ليبيا بعد أن دمروها بأفعالهم التي تنتهك القانون الدولي".
وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي معلقا على تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، التي قال فيها إن التدخل العسكري الروسي يهدد السلام والأمن والاستقرار في ليبيا، ودعا الدول الأوروبية لفرض عقوبات ضد شركة الخدمات العسكرية الخاصة "فاغنر": "نسمع باستمرار أن هناك شركات عسكرية تعمل في العالم كله، وتقريبا تقرر المصير أو تعمل على زعزعة الوضع في دول مختلفة".