وقاد هذه الطائرة الملازم بيوتر إيغاشوف الذي بدأ مشواره القتالي في 24 يونيو/حزيران 1941، عندما شارك في غارة الطيران الروسي على قاعدة عسكرية بحرية ألمانية في ميناء ميميل (كلايبيدا)، وكانت هذه الغارة ردا على العدوان الذي شنته ألمانيا النازية على روسيا والجمهوريات السوفيتية المتحدة الأخرى في 22 يونيو.
تدمير المعبر
شارك بيوتر في 30 يونيو في غارة أخرى تستهدف أحد معابر نهر دفينا الغربي، وكانت مجموعة من الجنود الألمان الذين يلمون باللغة الروسية ويرتدون زي جنود الجيش الأحمر (جيش روسيا السوفيتية) قد تمكنت من الاستيلاء على الجسر فوق هذا
النهر في ريف مدينة داوغافبيلس وهو ما أتاح للغزاة المعتدين إمكانية تطوير الهجوم باتجاه لينينغراد ثاني أهم مدينة روسية. ولذلك اقتضت الضرورة تدمير هذا المعبر في أسرع وقت.
وتوجهت مجموعة من قاذفات القنابل الروسية إلى منطقة داوغافبيلس في 30 يونيو في مهمة تدمير الجسر فوق نهر دفينا الغربي. وتمكنت الطائرات الروسية من تحقيق المهمة المطروحة عليها.
وواجه المشاركون في هذه الغارة خسائر كبيرة بسبب الظهور المفاجئ لمقاتلات العدو. فمثلا، فقدت الكتيبة التي ينتمي إليها الملازم بيور إيغاشوف، 4 طائرات.
المعركة الأخيرة
تكبد الطيران المعادي أيضا خسائر تسببت في بعضها الطائرة التي قادها الملازم بيور إيغاشوف، ووفق شهود العيان من رفاق بيوتر الذين عادوا إلى قاعدتهم سالمين فإن 3 مقاتلات معادية هاجمت طائرة بيوتر في آن واحد. وأسقطت نيران مدفعيها
الرشاشين إحدى المقاتلات المعادية في حين تسببت طائرة ألمانية أخرى في اندلاع الحريق في محرك قاذفة القنابل الروسية الأيسر، بحسب ما نقل موقع "armystandard".
وبدأت طائرة الملازم بيور إيغاشوف تتهاوى. وفي هذه الأثناء توقف طاقمها عن إطلاق النار بسبب نفاذ الذخيرة، على الأرجح، فقرر الطيار الألماني الاجهاز على "الروسي الأعزل"، ولكنه فشل في تنفيذ قراره، مرتكبا خطأ حين اقترب من قاذفة القنابل الروسية. وذلك لأن بيوتر تمكن من تغيير اتجاه طائرته ليصدم الطائرة المعادية بجناح طائرته ويدمرها.
وفقد بيوتر إبان ذلك السيطرة على طائرته بسبب الحريق وصدام الطائرة المعادية. وأمكن لبيوتر وغيره من أفراد طاقم طائرته المتكون من 4 أشخاص أحدهم قائد الطائرة، أن ينقذوا حياتهم بمغادرة الطائرة باستخدم الباراشوت، ولكنهم اتخذوا قرارا مغايرا
لإلحاق أكبر ضرر بالعدو من خلال صدم رتل آليات العدو السائر على الطريق القريب بطائرتهم. وأسفر الانفجار الذي وقع حينما ارتطمت الطائرة الروسية بالأرض عن تناثر حطام عشرات الدبابات وآليات العدو الأخرى.
المشهد الفريد
وثمة ما يدعو إلى اعتبار هذا المشهد فريدا، فلأول مرة في تاريخ الطيران سحقت الطائرة التي قادها الملازم بيور إيغاشوف هدفين، الجوي والأرضي، في المعركة الواحدة.