وقال العطا في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" حول تأثير الصراع في ليبيا على السودان: إن "الصراع له تأثير عميق جدا حاضرا ومستقبلا والحكومة تتابع وترصد الخطر الكامن في هذا الصراع عسكريا وأمنيا واجتماعيا واقتصاديا والجيش قادر على حماية حدودنا الغربية مع ليبيا".
وأكد العطا أن "الخرطوم لم ولن تكون مصدراً للمرتزقة، نحن شعب ذو تاريخ وحضارة وقيم وجيش عريق من جينات هذا الشعب".
وقال: المرتزقة الآن في ليبيا من شتى بقاع العالم بصورة رسمية للبعض وبمجهودات فردية للبعض الآخر، وفي حال وجد عدد من السودانيين غرر بهم، لا يقدح في أصالة هذا الشعب.
وشدد على أن "السودان لن يخوض حربا في ليبيا حتّى لو كان الأمر لإسناد مجهود عربي أو أفريقي أو عالمي، لن نخوض ذلك أبدا".
من جانب آخر، أشاد عطا بالعلاقات السودانية-الروسية وفي تصريحه لـ"سبوتنيك"، قال: "العلاقة مع روسيا وطيدة وأبرزها زيارة رئيس مجلس السيادة لروسيا لكن ظروف جائحة كورونا عطلت وأجلت كل هذه الفعاليات".
وفي تقديرات مالية عن حجم الأموال التي هربها النظام السابق، قال عطا: "تقديراتنا غير الدقيقة تقول بوجود أكثر من 2 مليار دولار [مهربة للخارج]، ولا يزال هناك المزيد والملفات الموجودة كثيرة هذا بخلاف الأموال والأصول خارج الوطن".
وأضاف العطا: "تم الاتفاق مع وزارة المالية لتكوين لجنة مختصة لاستلام الأموال والأصول المستردة من لجنة التفكيك واسترداد الأموال المنهوبة من النظام السابق وإدخالها بواسطة قانون لوزارة المالية أو الوزارات الأخرى المعنية"، مشددا على "ضرورة تعيين إدارات للشركات والمشاريع المستردة لإدامة العمل لصالح الدولة وعدم تشريد الموظفين والعمال وفي كل ذلك المطلوب سرعة الإجراءات التي نراها بطيئة للغاية".
وحول خطط استرداد الأموال المهربة خارج البلاد، قال العطا: "أوكلت المهمة لرئيس وزراء ووزير العدل وتقريبا تم الاتفاق مع كبرى الشركات العالمية المختصة في هذا الأمر وستبدأ الإجراءات قريبا جدا".
وللتذكير ببعض الأحداث التي دار حديث عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان حولها فإن السودان يعمل مع عدد من الشركات الروسية المتخصصة في التنقيب عن الذهب. كما توجد العديد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين من العهد السابق في مجال التعاون العسكري.
وبالحديث عن الشركات، لفت عطا إلى أن "السودان لا يبحث عن الحروب، ويريد شركات اقتصادية ضخمة". وأضاف
نحن نريد أن نكون جزءاً من تكتل في شكل شراكات اقتصادية ضخمة مع أشقائنا في الجوار: مصر، اريتريا، اثيوبيا، جنوب السودان، تشاد. نحن لا نبحث عن الحروب.
وانعقد المؤتمر الذي استضافته برلين، أواخر الشهر الماضي، عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة ممثلين لـ 50 دولة ومنظمة عالمية، بينها دول في الاتحاد الأوروبي وأعضاء مجموعة العشرين ومجموعة من الدول الأفريقية والعربية علاوة على ممثلي صندوق النقد والبنك الدوليين وأمين عام الأمم المتحدة.
وكان رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان أصدر، أواخر العام الماضي، قرارًا بتشكيل لجنة تختص بـ"إزالة آثار التمكين لنظام البشير، ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة".
وتشهد ليبيا انقساما حادا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، والقسم الغربي من البلاد الذي يديره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وهي الحكومة المعترف بها دوليا. واتهمت الأخيرة مراراً بأن قوات المشير حفتر تستعين بمرتزقة أمثال مقاتلي الجنجويد من السودان.