عدوان دولي
قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني اللواء عبد الله الجفري، إن "التركيبة السياسية في المنظمات الدولية تشبه عصابات المافيا، وليس لهم هم سوى البترودولار، وبالتالي نحن ندرك جيدا أن العدوان على اليمن هو عدوان دولي من بقرار من البيت الأبيض في واشنطن في السادس والعشرين من مارس/آذار من العام 2015".
وتابع: "نحن نعتبر أن مجلس الأمن هو المعتدي علينا من خلال القرارات، فقد وقع علينا الاعتداء ونحن ندافع عن أنفسنا وحق الدفاع مشروع في كل الأعراف والمواثيق الدولية وكل الديانات السماوية".
وأضاف الخبير الاستراتيجي لـ"سبوتنيك": "سنظل ندافع عن ثوابتنا حتى آخر قطرة من دمائنا، وسنصد هذا العدوان وسنلقنهم دروسا، بأنهم في يوم من الأيام اعتدوا على دولة جارة".
وتابع الجفري بأن "مجلس الأمن سبق وأن عقد جلسة طارئة ومغلقة عندما استطاع الجيش واللجان الشعبية تحرير جبهة فرطة نهم في 26 يناير/ كانون الثاني 2020، وأصدر مجلس الأمن وقتها العديد من الرسائل عبر وزراء خارجية عدد من الدول منها بريطانيا وأمريكا".
واستطرد: "لا نعير أي اهتمام لتلك الرسائل لأننا نعلم أطماعهم ومصالحهم في تلك المحافظات الشرقية المتمثلة في شبوة ومأرب وحضرموت، تلك المحافظات الغنية بالموارد وبخاصة النفطية".
عودة مأرب للشمال
وأوضح الخبير الاستراتيجي أنه "بعد فشل المفاوضات والوساطات الإقليمية التي تقدمت بها سلطنة عمان إلى الشرعية، رفضوا حقوق الشعب اليمني والتي كان من بينها فتح الطريق الذي يربط صنعاء بمأرب وشبوة وحضرموت، وتوريد إيرادات النفط إلى بنك صنعاء وصرفها كمرتبات لكل موظفي الدولة بلا استثناء من مدنيين وعسكريين".
وأضاف أنهم رفضوا أيضًا "تبادل الأسرى وتشغيل محطة مأرب الغازية حتى يستفيد منها في التغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين، تلك الشروط التي وضعتها صنعاء كانت تهم الشعب اليمني ولا تهم من يسمونهم بـ(الحوثيين) بعد الحصار الجائر ونفاذ كل المخزون اليمني من النفط".
وأشار الجفري إلى أنه
لا توجد حلول الآن أمام صنعاء إلا إعادة مأرب إلى حضن الوطن وتحريرها واستعادة الثروات التي تم نهبها من تلك الدول، بدلا من استخدام تلك الدول عائدات النفط لشراء السلاح الذي تقاتل به الشعب اليمني.
وأردف: "نحن نتحدث اليوم عن مدينة مأرب فقط وهى المدينة الوحيدة الباقية من 14 مديرية، وكان هناك هروب جماعي خلال الساعات الماضية للقيادات العسكرية والتنفيذية والتنظيمات الإرهابية بالأموال والوثائق إلى مناطق أخرى، وقد حسم أمر مأرب بعدما أصبحنا نعاني معاناة كبيرة خلال تلك الفترة في ظل العدوان والحصار وتدمير 80 في المئة من البنية التحتية".
نهاية الحرب لا تهم
وحول استمرار تلك الحرب وعدم وضوح نهاية لها قال الجفري: "لا يهمنا متى تنتهي الحرب طالما أننا اصحاب قضية وسوف نظل ندافع عنها حتى آخر قطرة في دمائنا، وكل القدرات العسكرية متوفرة بعدما تم استعادتها وتصليحها بعد أن تم قصفها في بداية العدوان، اليوم لدينا قدرات غير محدودة، وهناك أمور كثيرة قد تفاجىء الآخرين والتي يمكنها أن تصل إلى قلب إسرائيل إذا ما فكروا في الدخول في هذا العدوان مع الجهات الأخرى".
أفق مغلق
من جانبه قال رئيس مركز جهود للدراسات باليمن عبد الستار الشميري، إن الوضع السياسي والعسكري مغلق الأفق تماما في اليمن، وما يقوم به المبعوث الأممي من تقديم إحاطات أو توضيحات هى إجراءات روتينية يقوم بها غريفيث لضمان بقائه، لأن الوضع في اليمن أصبح معقدا أكثر مما كان في بداية الحرب.
وأضاف رئيس مركز جهود لـ"سبوتنيك": "الحوثيون اليوم ينازعون الشرعية على أهم معاقلها وهى مأرب، والاشتباكات جارية منذ أسبوعين وهناك تقدم طفيف لهم، وسقوط مأرب بيد الشمال أو بقائها تحت نيران الحوثيين يعني أن الأمور عادت إلى مربعها الأول، ولكي تحافظ الشرعية على مأرب التي تعد أهم مراكز الثروة والنفط، هذا الأمر يجعل من الحرب معركة مفتوحة على كل الاحتمالات وتجعل التحالف العربي وكأنه بدأ بعاصفة الحزم من جديد".
السيناريوهات القادمة
وأكد الشميري أن
جولات وتحركات المبعوث الأممي لا تقدم ولا تأخر وتستخدمه الأطراف كورقة يبثون من خلاله ما يريدون من الرسائل، والمشهد اليمني يمكننا أن نقول أنه عاد في الشمال إلى المربع الأول، أما الجنوب فيمكننا القول أنه طوق نفسه بحماية كبيرة.
وتابع: "أما شمالا فسوف تظل المعارك مضطربه كما هى عليه الآن، وسيظل الحوثيون يطمحون في مأرب حتى يسجلوا نقطة اللاعودة، لأنهم إن سيطروا على مأرب سيكونون قد أطبقوا قبضتهم وتكون الشرعية ملزمة بمواصلة الحرب لمدة ست أو سبع سنوات على الأقل أو التسليم بوجود الحوثي كقوة عسكرية والرضا بالواقع، كما يمكن للشرعية فتح جبهة مناوئة وهى جبهة الحديدة المطوقة باتفاق أممي".
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.