وشهدت العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة تطورات ربما تشي بتوتر بين الحليفين الاستراتيجيين، كان آخرها انتقادات مفاجئة وجهها وزير الخارجية الباكستاني لما وصف بـ" تقاعس منظمة التعاون الإسلامي" التي تستضيفها السعودية وتتمتع فيها بالنفوذ الأكبر عن دعم الكشميريين، إلى جانب تقارير إعلامية عن إجراءات اقتصادية "غير مشجعة" من جانب الرياض ضد إسلام آباد.
وفيما أوضح متحدث باسم الجيش الباكستاني أن زيارة باجواه "تركز بالأساس على المسائل العسكرية"، قال مسؤولون في الجيش والحكومة في باكستان لـ"رويترز" إن باجواه سيحاول تهدئة الموقف الذي قد يؤدي، إن لم يتغير، إلى الإضرار كثيرا بالاحتياطات الأجنبية للبنك المركزي الباكستاني.
سمو نائب #وزير_الدفاع يستقبل قائد الجيش الباكستاني, ويستعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين خاصة في الجانبين العسكري والدفاعي.https://t.co/jgahC3lYju pic.twitter.com/SMPZlkj1J0
— وزارة الدفاع 🇸🇦 (@modgovksa) August 17, 2020
ومنحت السعودية حليفتها التقليدية باكستان قرضا قيمته ثلاثة مليارات دولار وتسهيلات ائتمانية لشراء النفط بقيمة 3.2 مليار دولار لمساعدتها على تجاوز أزمة ميزان المدفوعات أواخر عام 2018.
وبدافع الاستياء من مطالبات باكستانية للرياض بعقد اجتماع رفيع المستوى لإلقاء الضوء على انتهاكات هندية مزعومة لحقوق الإنسان في إقليم كشمير المتنازع عليه، أجبرت السعودية باكستان على رد مليار دولار قبل حلول الموعد وتطلب استرداد مليار آخر من القرض.
ولم يرد المكتب الإعلامي التابع للحكومة السعودية حتى الآن على طلب من "رويترز" للتعليق.
ولم ترد الرياض أيضا على طلبات باكستانية لتمديد التسهيلات النفطية، حسبما قال مسؤولون في الجيش ووزارة المالية لـ"رويترز".
وقال مسؤول عسكري باكستاني كبير: ”أعتقد أن الهدف هو إقناعهم بعدم وجود تحول في السياسة الخارجية“، وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب على الإقليم الواقع في منطقة الهيمالايا، وتعلن كل منهما أحقيتها الكاملة فيه.
ولم تعقد منظمة التعاون الإسلامي التي تقودها السعودية سوى اجتماعات على مستويات منخفضة بشأن كشمير على الرغم من مطالب إسلام آباد.
ويقول محللون إن السعودية لا تريد المخاطرة بمصالحها التجارية في الهند من أجل دعم باكستان في مسألة كشمير. وأضافوا أن الرياض قد يكون لديها تحفظات كذلك على احتمال انضمام إيران إلى الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، الأسبوع الماضي، إنه إذا لم تعقد السعودية اجتماعا بشأن كشمير فإن باكستان قد تدعو لاجتماع للدول الإسلامية التي دعمت موقفها في القضية.
وانسحبت إسلام آباد، العام الماضي، من منتدى للدول الإسلامية في اللحظة الأخيرة بناء على إصرار الرياض التي اعتبرت الاجتماع محاولة لتحدي زعامتها لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأبدى حافظ طاهر أشرفي، رجل الدين الباكستاني البارز الذي ذهب إلى الرياض قبل زيارة قائد الجيش تفاؤله، قائلا إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لهما تاريخ طويل من العلاقات الطيبة مع باكستان.
وقال لـ"رويترز": "لا أعتقد أن الأمور وصلت إلى مستوى الخلاف الشديد".