ويعد الفن التشكيلي أحد الفنون الرفيعة، التي تحظى بأهمية من النخبة، إلا أن الفنون دائما بحاجة إلى الدعم وتسليط الضوء عليها.
تفاجأت الفنانة السعودية بإحدى لوحاتها التي عرضت في معرضها الفردي في متحف الشارقة للخط عام 2015، في مكتب ولي العهد محمد بن سلمان.
اللوحة ضمن مجموعة فنية أطلقت عليها اسم الباقيات، والتي تضم مجموعة من اللوحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) والتي قمت بعملها بطريقة خاصة في كتابة عبارة (الله) بشكل أكبر، عبر طباعة ورسم وطرق حديثة وفلسفة ألوان مختلطة بألوان "إكليرك" ومزج دهان وورق الذهب والحبر، وتضم الألوان الذهبي والفضي والأسود والرمادي واستغرق رسمها قرابة 3 شهور.
وتؤكد الحمود أنه "بالرغم من أن أعمالها اقتنيت من متاحف عالمية، إلا أن وجود لوحتها في المملكة في هذا المكان بالتحديد يفوق كل سعادة".
وتقول الفنانة التشكيلية السعودية لولوة الحمود، إن الفن التشكيلي في المملكة ثري جدا ومتعدد الأشكال والمدارس.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك": "لحسن الحظ أدركت القيادة أهمية الإبداع بكل أشكاله".
وترى الحمود أن الأزمة في المملكة تتمثل في عدم تكافؤ عدد المنصات الفنية، مع عدد الفنانين بالمملكة، حيث أن عدد المؤسسات الفنية أو صالات العرض نادرة مقارنة بعدد الفنانين، كما يندر وجود المتفرغين للفن، حيث أن الأغلبية الكبرى تضطر لعمل آخر للعيش، ولفتت إلى أن التحدي الآخر هو غياب الكتابات النقدية، وعدم وجودها بشكل كاف، في المملكة.
وترى الحمود أنه إطلاق الرؤية تحققت الأحلام، حيث تسعى وزارة الثقافة جاهدة لتحقيق أهدافها، مع العلم أن هناك تحديات كبيرة لسد الفجوات، إلا أنه بالإرادة والتعاون سيتحقق ذلك.
فيما يتعلق بالبدايات الخاصة بها تقول الحمود إن "الظروف لم تكن كما هي الآن، حيث كانت تعيش في لندن، وكانت دائما ما تتمنى أن يحظى الفن في السعودية بنفس المكانة التي يحظى بها في الغرب.
وقالت الفنانة السعودية إن الصورة تغيرت وأصبح الفن يستحق مكانته، في كل بلاد العالم ولا يحدث ذلك إلا باهتمام قياداتها بهذا الأمر، وهو ما تراه الحمود في القيادة الحالية للمملكة.
عن تميز لوحاتها في الفن الإسلامي، توضح الحمود أن دراستها ساعدتها كثيرا في البحث في الفن الإسلامي وتحولت مسيرتها الفنية بعد هذا البحث، حيث عشقت هذا النوع من الفن، ولم تود أن تعيد إنتاج ما سبق، بل الاستفادة منه والتجديد.
وأصبح لها بصمة خاصة في لوحاتها، التي تم اقتناؤها بمتاحف عالمية، بسبب تعمقها وبحثها، حيث عرفت أن الفن الإسلامي فنا عالميا أثر بفنانين عالميين ومنهم كاندينسكي وبول كلي.
وتشدد الحمود على أن مكانة المرأة اختلفت بكافة المجالات سواء العلمية أو الإبداعية، وأنه لا يجب نسيان الفنانات الأوائل منذ ستينات القرن الماضي اللواتي صنعن أنفسهن مثل "صفية بن زقر "و"منيرة مصلي" في زمن يصعب فيه تحقيق الذات بالفن.
وتستطرد الحمود أن الفرص اليوم متاحة بشتى أشكالها وأنه لا عذر للمرأة.
وتعد الحمود أول امرأة سعودية تحصل على درجة الماجستير من جامعة سانت مارتن المركزية للفنون في تخصص الفن الإسلامي.
وتقول إن أعمالها "تعبر عما تؤمن به وعن صلتها بالواحد الأحد، وتعبر عن موقعها في هذا الكون وعن صلة الكون ببعضه، وترى أن الخبرات والمشاعر هي مادة للتعبير الفني، إلا أنها أثرت أن تعبر عن ما هو أسمى وهو إيمانها بخالق الكون، وتتبع عظمته من خلال الخلق وما يحتويه من إعجاز".
