رائحة الخريف المميزة سببها الرئيسي مرتبط بدرجة الحرارة، إذ يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة شدة التأثر ببعض الروائح وكذلك العكس، إذ يمكن أن تقلل درجات الحرارة المنخفضة من شدتها، فعلى سبيل المثال، قد تتغلب كومة من القمامة في أحد الأزقة على الروائح الأخرى في يوم حار، ولكن عندما تنخفض الحرارة قد لا تشم تلك الرائحة الكريهة التي كانت تضايقك في فصل الصيف.
ويضيف كابوتشي إن رائحة تلك الغازات "تشبه إلى حد ما الكلور أو عادم تنفيس المجفف".
كما كشفت الدراسات العلمية أن رائحة هواء فصل الخريف ترتبط أيضا بتحفيز عصب في الدماغ يسمى العصب ثلاثي التوائم، وهو المسؤول عن الأحاسيس في الوجه بما في ذلك الأنف، وعند التنفس يتم تشغيل ذلك العصب، ولهذا يربط الدماغ الهواء البارد بتلك "الرائحة".
لكن لا يتوقف تميز هواء فصل الخريف فقط بعلم الأعصاب والانبعاثات الغازية، إذ تقول راشيل هيرز، الخبيرة في سيكولوجية الشم ومؤلفة كتاب "The Scent of Desire: Discovering Our Enigmatic of Smell"، لموقع "راديولاب" إن "رائحة الخريف أكثر اعتباطية من مجرد جزيئات، وتنتج عما نراه ونسمعه ونشعر به عاطفيا وجسديا".
وتؤكد موضحة أنه "إذا قمنا بتعبئة بعض الروائح "المميزة" بما في ذلك رائحة الخريف وشمناها في المختبر فقد لا نتعرف عليها حتى إلا إذا كنا قادرين على ملاحظة علامات محددة حولنا مرتبطة بذلك الفصل، مثل أوراق الشجر المقرمشة المتساقطة، وديكورات عيد "الهالوين" الذي يوافق 31 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، والمشروبات بنكهة اليقطين.