واتجهت السلطات اللبنانية انطلاقاً من توصيات لجنة مكافحة كورونا الحكومية إلى إقفال وعزل 111 بلدة وقرية في مختلف المحافظات، في ظل تسجيل أرقاما قياسية تناهز الألف إصابة بفيروس كورونا المستجد يوميا، وتخطي نسبة الإشغال في المستشفيات الـ 90 في المئة.
في هذا السياق، اعتبر عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث لـ"سبوتنيك"، أن لبنان دخل في مرحلة حرجة بسبب الازدياد التدريجي لعدد الحالات، لافتا إلى أن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد يناهز الألف يوميا وهذا رقم كبير بالنسبة لبلد نسبيا صغير وعدد سكانه ليس كبيراً.
وقال إن "ازدياد عدد الحالات ناجم عن عدة عوامل، العامل الأساسي والأهم هو أن الدولة اللبنانية لم تستطع أن تلاقي رد فعل متناسب ومترابط يدخل كل الوزارات مع بعضها البعض، توصيات وزارة الصحة بقيت توصيات لم يتم تطبيقها من قبل الإدارات الأخرى، والمشكلة الثانية المهمة هي عدم التجاوب المجتمعي مع التوصيات ونصائح وزارة الصحة التي قدمتها للمواطنين".
وأضاف البزري، قائلاً: "لبنان أساساً منهوب ومنكوب بسبب عمليات الفساد والسرقة نتيجة سوء تصرف الطبقة السياسية، التي كانت تدير البلاد، إضافة إلى أن انقطاع العملة الصعبة أدى إلى انقطاع الأدوية ووقف عمليات الاستيراد، مما أدى إلى نقص كبير في عدد المعدات المستخدمة لعلاج مرضى كورونا، والنقص سيزيد لأنه لا يوجد بوادر حل في الأفق".
وأكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، اليوم الاثنين، أن البلاد بذروة تسجيل الاصابات بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن نسبة الوفيات وقرار الإقفال الجزئي لبعض المناطق هو الفرصة الأخيرة.
ودعت البلديات المواطنين إلى التشدد في تطبيق الإجراءات وعدم الخروج من منازلهم وعدم استقبال الزوار، وستقوم شرطة البلدية بالتعاون مع القوى الأمنية بدوريات لتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين.
وتجري فرق طبية من وزارة الصحة فحوص فيروس كورونا (بي سي آر) في المدن والبلدات التي تم إغلاقها للكشف على الواقع الوبائي لهذه البلدات، وللحد من تفشي الوباء.