في الوقت نفسه، يحاول الرئيس الأمريكي الضغط على هذه الورقة، حيث أكد أن في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيقدم على إبرام اتفاق مع إيران.
وطرح بعضهم تساؤلات بشأن موقف إيران من الانتخابات الأمريكية، وإمكانية تغيير أمريكا لسياستها العقابية ضد إيران، في حال فاز بايدن بالانتخابات.
بايدن وإيران
واعتبر ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيمثل خطرا حقيقيا على جهود واشنطن و"حلفائها في الخليج وإسرائيل" في مواجهة إيران.
وقال فريدمان في تصريحات لموقع "العين" الإماراتي، إن "صفقة إيران" قد تكون القضية الأكثر أهمية في الانتخابات الأمريكية، لأن "جو بايدن كان جزءا من إدارة أوباما التي تفاوضت ونفذت صفقة إيران، وهو أمر يعتقد الرئيس ترامب، وأنا أشاركه وجهة نظره، أنها كانت أسوأ صفقة دولية أبرمتها الولايات المتحدة على الإطلاق".
وأضاف: "لقد أوجدت (الصفقة) مسارا لإيران لامتلاك سلاح نووي، ولم تفعل شيئا لكبح إيران عن نشاطها الخبيث في دعم الإرهابيين في سوريا ولبنان والعراق واليمن، ولم تفعل شيئا لكبح جماحها عن بناء صواريخ باليستية، لذلك نعتقد أننا الآن في مكان جيد للغاية من حيث العقوبات التي فرضناها على إيران، وإذا واصلنا على هذا المسار نعتقد أنه لن يكون أمام إيران في النهاية خيار سوى إنهاء هذا النشاط الخبيث".
لماذا بايدن؟
محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "النظرة الإيرانية لأمريكا ليست شخصية، بل تاريخية شاملة، حيث أن كل الإدارات التي تلاحقت على أمريكا، والرؤساء الذين تولوا رئاستها كانت لديهم سياسة ثابتة مع إيران، من حيث العداء والضغط والعقوبات".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأمر قد يختلف مع ترامب، والذي يعد أسوأ الرؤساء الأمريكيين، حيث كانت معاملته مع الإيرانيين سيئة جدًا، قياسًا بكل الرؤساء السابقين".
وتابع: "إيران لا تنظر بإيجابية لكل الرؤساء الأمريكيين، لكن بطبيعة الحال، الإيراني يفضل بايدن على ترامب، لأنه حسب تصريحاته وحزبه وسياساته يميل إلى الاتفاق مع إيران، والعودة للاتفاق النووي، وتغيير السلوك الأمريكي تجاه واشنطن".
واستطرد: "باعتقادي أن ترامب لو فاز بالانتخابات القادمة سيغير من سلوكه السياسي تجاه طهران، ولن يكون بهذا التعنت الذي استمر لمدة 4 سنوات، وذلك بعد أن شاهد كيف لم تتنازل إيران رغم اقصى العقوبات، وسيتجه إلى المفاوضات".
مسألة شكلية
من جانبه قال الدكتور عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "الأزمة الأمريكية العراقية ومسألة العقوبات المفروضة ليست جديدة، ولا يمكن أن تتغير بتغير الرؤساء".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "السياسة الخارجية الأمريكية والعداء مع طهران ليست مبنية على حزب خاص، أو رئيس بعينه".
وتابع: "أعتقد أن السياسية الأمريكية مستمرة، ولا نتوقع أن تتغير في وقت لاحق، وتغير رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات القادمة مسألة شكلية، لكن السياسة لن تتغير".
موقف طهران
وفي وقت سابق، قال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إنه "لا فرق بين ترامب وبايدن وبغض النظر عن مَن سيكون الفائز في الانتخابات الأمريكية المقبلة، فلن نتفاوض مع أمريكا".
واتهم واعظي، الولايات المتحدة الأمريكية "بالسعي لخلق فجوة بين الشعب والمسؤولين في إيران"، مؤكدا أن "واشنطن لم تتمكن من خلق هذه الفجوة عبر الضغوط الاقتصادية والحرب النفسية".
وقال إن الدول الأوروبية ومنها الدول الثلاث ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أبدت الكثير من الضعف من نفسها ولم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي وبالمقابل تخلت إيران عن بعض التزاماتها في 5 خطوات بفواصل زمنية لفترة شهرين بين كل منها.
وشهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية توترا وتصعيدا عسكريا، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أيار/ مايو 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي الذي وقع عام 2015 مع طهران، وفرضه عقوبات مشددة على الجمهورية الإسلامية.
كما شكل اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، بغارة أمريكية على موكبه قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني/ يناير الماضي، علامة بارزة في مسار العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن.