يلقي ريتشارد وبعض علماء البيئة اللوم على ازدياد الطلب على الأفوكادو في السنين الأخيرة، حيث تتطلب هذه الفاكهة الكثير من المياه، ونظراً لتعرض المنطقة للجفاف النسبي بسبب تغير المناخ في الأعوام الأخيرة، أصبحت ألغارف تعاني من شح في مياه الري.
الأفوكادو وتغير المناخ
تشرب فاكهة الأفوكادو من الماء أربعة أضعاف ما تشربه محاصيل البرتقال التقليدية في ألغارف. تغطي مزارع الفاكهة نحو 1600 هكتار، أي ما يقرب من ضعف المساحة في عام 2018.
في قرية باراو دي ساو جواو الهادئة، ليس بعيدًا عن مزرعة آلان، يوجد 200 هكتار من حقول الأفوكادو التي تمتص 3.5-4.1 مليون لتر من الماء يوميًا، حسب الموسم.
قال آلان لوكالة "رويترز": "أنا متأكد من أن المياه الجوفية ستتحول الآن إلى الأفوكادو أو تتبخر". وأضاف: " يعيش الناس في هذه المنطقة لأنهم يرغبون في التواجد مع الطبيعة. وإذا أُخذت منهم الماء، لن تًوجد طبيعة".
على بعد ما يقارب 16 كيلومترًا، يقع سد برافورا، أحد السدود الرئيسية في المنطقة، المملوء بنسبة 18%، ويعتبر أدنى مستوى في البرتغال. وذكرت لجنة مراقبة الجفاف البرتغالية في تقرير صدر مؤخرا أن "سدود ألغارف لديها ما يكفي من المياه حتى نهاية العام".
من جانبها قالت مونيكا فيانا، رئيسة مجموعة "ريجينيرارت" البيئية المناهضة للزراعة الأحادية: "ستحدث كارثة قريبًا. تغير المناخ حاضر بكل وضوح وألغارف ليست استثناء. لا نريد السماح لمنتج لأفوكادو بالتوسع".
كما تحث فيانا المنتجين على اختيار المحاصيل المتوطنة في المنطقة، مثل شجر الزيتون أو الخروب أو سنديان فليني.
بدوره قال المحامي البيئي روي أموريس: "عندما لن يعد سعر الأفوكادو الحالي يعادل سعره في المستقبل، سيتم التخلي عن هذه العقارات، لكن تداعيات الأمر ستبقى هنا".
منتجو الأفوكادو يعترفون بنقص المياه. وبعضهم يطبق بالفعل أساليبا لاقتصاد المياه، ويحثون الحكومة على التحرك.
فاكهة مشهورة في أنحاء العالم
من الخبز المحمص بالأفوكادو إلى العصائر الطازجة، تنال الفاكهة إعجاب الجميع في العالم.
في لشبونة، يقدم مطعم Avocado House (بيت الأفوكادو) مجموعة متنوعة من الأطباق المعدّة على أساس الأفوكادو، التي في الغالب تجذب الشباب الذين يبحثون عن وجبات صحية للحفاظ على نظام غذائي صحي، ويحبون عرضها فيما بعد على الإنستغرام.
قال صاحب المطعم روي باراتا: "أشعر أن الأجيال الجديدة قد تحولت بالكامل إلى طعام صحي".
الذهب الأخضر
وفقا لهيئة الزراعة الإقليمية، ويبيع المزارعون كيلوغراما واحدا من البرتقال مقابل 0.5 يورو (0.59 دولار)، بينما الكيلوغرام الواحد من الأفوكادو في المتوسط يقدر بـ2.20 يورو. كما أن تكاليف الإنتاج انخفضت بفضل تقليل الحاجة إلى مكافحة الآفات.
قال خوسيه كامبوس، مزارع أفوكادو شاب: "إنه رائج، إنه "الذهب الأخضر". مثله مثل أكثر من نصف منتجي ألغارف، والبالغ عددهم 110، يشترك مع شركة " تروبس"، وهي أكبر مسوق للأفوكادو في إسبانيا، لبيع كل محصوله.
أفاد، دوارتي بيريرا، ممثل شركة "تروبس" إنه في العام الماضي تم تصدير 2500 طن من الأفوكادو إلى إسبانيا، ومن هناك إلى أوروبا. هذا العام، من المتوقع أن تتضاعف الصادرات.
لكن نقص المياه قد يؤدي إلى توقف أحلام ألغارف عن "الذهب الأخضر" في وقت أقرب مما كان متوقعًا.
مستقبل الأفوكادو
وأضاف كامبوس أيضاً: "إذا لم يتم إيجاد حل لأزمة المياه، فأنا لا أعرف ما إذا كان لهذه المزارع مستقبل في ألغارف"، وحث السلطات على تنفيذ حلول بما في ذلك ضخ مياه الأنهار في السدود.
رئيس هيئة الزراعة في الغارف، بيدرو مونتيرو، أفاد بأنه على الرغم من وجود إمكانية لتوسيع محاصيل الأفوكادو، فإن نقص المياه يعرقل بعض المستثمرين من تمويل المشروع.
وبدوره علّق بيريرا من شركة "تروبس" أن المنتجين يستخدمون بالفعل تقنيات لتوفير المياه مثل: الري بالتنقيط.
قال: "معظم المنتجين لدينا مزارعون، الذين على علم بأن المياه لا تقدر بثمن". فبدونها يضيع كل هذا".
السعر المذكور في البرتغال ($1 = 0.8470 euros)