وبحسب بيان الكرملين فقد ناقش الطرفان الوضع في سوق الطاقة العالمية، وأشارا إلى أهمية العمل المشترك، بما في ذلك صيغة "أوبك+"، كما عبرا عن الاستعداد لمواصلة التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وحول الدواعي التي دفعت إلى مناقشة أسواق النفط العالمية، بعد أزمة نفطية قاسية شهدتها الأسواق عام 2020، يتحدث لـ"سبوتنيك" من السعودية المستشار الدولي النفطي محمد سرور الصبان، ويقول: الاتصالات بين الرئيس بوتين وبين الأمير محمد بن سلمان هي اتصالات على مستوى عال جدا قد بدأت منذ فترة، حيث أنهما الراعيان لاتفاق تحالف "أوبك+"، ودائما ما تكون هناك اتصالات لمحاولة الاستمرار في ضبط الإنتاج تماشيا مع الزيادات المتوقعة التدريجية في الطلب العالمي على النفط.
ويتابع الصبان: الكثير من التوقعات تنبأ بأن هناك الكثير من الضبابية ومن عدم التأكد بالنسبة لاستمرار الانتعاش التدريجي في الطلب العالمي على النفط، في ظل موجة جديدة من جائحة كورونا من جهة، ومن جهة أخرى الزيادة في المعروض من النفط القادم من ليبيا وبعض الدول الأخرى، لذلك كان لا بد من التنسيق بين راعيي الاتفاق روسيا والمملكة العربية السعودية، حتى لا يكون هناك مفاجآت بالنسبة لأسعار النفط.
فيما يرى المحلل النفطي السعودي عبد العزيز المقبل في اتصال مع "سبوتنيك" بأن هذا الاتصال هو روتيني ولمواصلة التنسيق فيما يتعلق باتفاق "أوبك+"، ويوضح: منذ بداية العمل على الاتفاق الجديد بخفض الإنتاج القياسي، والذي بدأ بعشرة مليون برميل يوميا ثم تخفيض هذا القدر، كانت هناك عادة للقادة الذين اتفقوا على عمل هذا الخفض على التشاور في كل محطة من محطات هذا الاتفاق ونتائجه.
ويكمل: اتفقوا على بحث نتائج هذا القرار على القرار السياسي المرتبط أيضا بكيفية تفاعل الاقتصاد العالمي، من خلال هذه المعايير السوقية، وأيضا المعايير الإمدادية للأسواق المهمة في العالم.
ومن روسيا قال المحلل في الصندوق الوطني لأمن الطاقة إيغور يوشكوف في لقاء مع "سبوتنيك" بأن حديثا كان هناك عن ضرورة الحفاظ على صيغة "أوبك+"، كون المنظمة لديها جو قوي من عدم الثقة، وبأن المشكلة الرئيسية هي أن ليبيا بدأت بزيادة إنتاج وتصدير النفط.
ويكمل: هذا الأمر لا يندرج تحت حصص "أوبك+" حيث أن الجميع افترض أن الحرب الأهلية في ليبيا ستستمر لسنوات، ولهذا بدأ عدد من الأطراف في الاتفاق يتساءلون عن سبب زيادة ليبيا للإنتاج بينما هم غير قادرين على ذلك، كما أن هناك خطر حدوث أزمة نفط جديدة في حال انهيار الأسعار.
ويواصل: لذلك أعتقد أن بوتين وابن سلمان أعادوا النظر في المواقف، وتفاهموا فيما بينهم وقرروا الحفاظ على اتفاق "أوبك+".
وعما إذا كان الوضع الحالي لأسواق النفط قد يستدعي مفاوضات جديدة للاتفاق، يقول المستشار النفطي الصبان: لا أتوقع أن تكون هناك مفاوضات جديدة لكن المرحلة الحالية من اتفاق "أوبك بلس" قد تشهد بعض الحماسة من بعض الدول لاختلاف الآراء، فهناك بعض الدول التي تستعجل زيادة الإنتاج ابتداء من شهر يناير/كانون الثاني القادم، فيما ترى بعض الدول الأخرى بأنه لا بد من مواصلة تخفيض الإنتاج في ظل ضعف الطلب العالمي على النفط.
ويكمل: لكن أعتقد أن المصلحة المشتركة واحدة، وهذه المصلحة بأن يكون هناك ضبط للإنتاج من أجل الإبقاء على مستوى الأسعار عند مستويات عالية ولا تنخفض إلى أقل منها، وهذا يعود بالمصلحة على جميع الدول الداخلة في الاتفاق.
فيما يقلل الخبير النفطي عبد العزيز المقبل من أهمية هذا الأمر، ويفسر: بغض النظر سواء كانت هناك مفاوضات جديدة أم لا، الصفة البارزة منذ بدء العمل بالاتفاق منذ شهر مايو/ أيار، أن هناك تقارب كبير ومتواصل ما بين القادة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وروسيا، من أجل تطمين الأسواق من الناحية الأولى.
ويتابع المقبل: من الناحية الأخرى تنسيق العمل لما يخدم هذه السلعة وإمداد الاقتصاد العالمي بما يحتاجه من تموين كافي، ولا يفوق ما تحتاجه الأسواق، وتجنب الدخول في حالة من التخمة أو امتدادها لفترة أكثر مما يتطلبه الوضع الاقتصادي العام.
ويضيف: إلى حد كبير نرى أن هناك تنسيق مستمر، وجزء من هذا التنسيق هو التشاور الدائم وتوحيد الجهود لكي يحقق الجميع الهدف من هذا الاتفاق والاستفادة منه.
فيما يرى الخبير الروسي يوشكوف بأن مسألة تعديل الحصص على الأرجح قد نوقشت بين بن سلمان وبوتين، حيث كان يجب زيادة الحصة مطلع العام الجديد، ويواصل: مع الموجة الثانية من فيروس كورونا سوف يتعافى الطلب بشكل أبطأ بكثير، ولن يكون من الممكن زيادة الإنتاج لأن الأسعار ستنهار ببساطة.
وبعد أن ذكرت عدة تقارير عن دعوات من قبل المملكة العربية السعودية لزيادة التخفيضات في الإنتاج، سألت "سبوتنيك" عما إذا كان هذه الدعوات قد تلقى قبولا من قبل الأطراف المشاركة في اتفاقية "أوبك+".
وعن ذلك يجيب الصبان: الدعوات السعودية بالاستمرار لتخفيض الإنتاج، لا بد أن تلقى قبولا عند الجميع، من الصحيح أن روسيا أبدت رغبة في زيادة الإنتاج ومواصلة الالتزام بالبرنامج الذي وضعه اتفاق "أوبك+" أي زيادة الإنتاج من يناير/كانون الثاني، لكن نتيجة لأحوال السوق أعتقد أنه من المبكر جدا الحديث عن زيادة الإنتاج.
ويتابع: دول تحالف أوبك تراقب الأسواق، ومنظمة أوبك تقول أن الأسوأ قد انتهى بالنسبة لسوق النفط، وصحيح أن أرامكو تعتقد الأمر ذاته، ولكن لا أحد يعرف كيف سيتم التعامل مع الموجة الثانية من جائحة كورونا لو انتشرت بشكل أكبر في الفترة القادمة "لا سمح الله".
ويكمل المستشار النفطي حديثه: أعتقد ان الفترة القادمة حتى بداية العام القادم ستشهد الكثير من التقلبات، وإن كان الاتجاه متصاعدا لأسعار النفط، ولكن بشكل بطيء يتخلله تقلبات سعرية كبيرة، ولا بد أن تكون دول تحالف أوبك حذرة، ولا بد أن تكون مراقبة للأسواق بحيث تستجيب لما تتطلبه رغبة في تحقيق استقرار أسواق النفط.
فيا أكد الخبير النفطي عبد العزيز المقبل عدم وجود هكذا دعوات من قبل المملكة، ويواصل: لم نسمع إن كانت هناك دعوات من قبل المملكة بالتخفيض، ولا أعرف مضمونها، ولكن أعلم أن هناك تشاورا مستمر ا بين جميع الأطراف.
ويقول عن ذلك محلل الصندوق الروسي الوطني لأمن الطاقة: أعتقد أن هناك اتفاقا، فربما يتعين تعديل اتفاق "أوبك+"، لكن هذا ليس بأمر بالغ الأهمية، ولقد حدث قبل ذلك في الصيف، لكن حاليا لا يوجد شيء حاسم بشأنه.
ويواصل: من غير المحتمل أن يفكر الطرفان في إجراء تخفيضات أكبر في إنتاج النفط، بل سيعملان ببساطة على تعديل توقيت تنفيذ المستوى الحالي للحصص.