وقال الباحثون إن روسيا تستخدم الميمات السياسية لاستقطاب الأمريكيين (لاتخاذ قرارات أكثر تطرفا)، لا سيما أولئك الذين هم في أقصى أطراف الطيف السياسي والذين يشاركون المحتوى الذي يتوافق مع آرائهم السياسية.
ووجدت الدراسة التي أجرتها "راند"، أن مستخدمي فيسبوك يعيدون النظر في التفاعل مع الميمات الروسية التي تنشر آراء حزبية بعد معرفة مصدرها.
وأشار المؤلف الرئيسي للدراسة وكبير علماء السلوك في مؤسسة "راند"، تود هيلموس: "إن الجماهير اليسارية واليمينية هي المجموعة التي تستهدفها الدعاية الروسية، فالدعاية تتحدث إليهم وتحصل على ردود فعلهم، في الوقت نفسه ردود الفعل الكبيرة تعطي مساحة للتحسين من حيث تعلم كيفية التفكير النقدي حول مصدر خبر معين، وعواقب تمريره للآخرين".
وتعد الدراسة جزءا من مشروع تخفيف خطر التدخل الأجنبي في الانتخابات الوطنية.
وبيّن البحث أن هناك مجموعتين تتفاعل بشكل أكبر مع الدعاية الروسية، الأولى هي "اليسار الحزبي"، التي تميل إلى اليسار سياسياً وغالباً ما تتلقى أخبارها من صحيفة "نيويورك تايمز". وهم أيضًا أقل احتمالًا للاعتقاد بأن "كوفيد-19" مؤامرة. والثانية هي "اليمين الحزبي"، الذي يميل إلى اليمين سياسياً ويحصل على أخباره من قناة "فوكس نيوز" أو من وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة سياسياً. وهي المجموعة التي من المرجح أن تعتقد أن "كوفيد-19" مؤامرة.
ووفقا للدراسة، فإن هاتين المجموعتين الأكثر عرضة لتغيير رأيهما بشأن الإعجاب بميم إذا تم الكشف عن أن الميم من مصدر روسي.
وخلص تقرير "راند" إلى أن الهدف الرئيسي للتدخل الأجنبي هو شل العملية السياسية الأمريكية من خلال دفع الناس إلى دعم آراء متطرفة تجعل من الصعب الوصول إلى توافق.
في السياق نفسه، نفت موسكو مرارا اتهامات التدخل في الانتخابات الأمريكية، وقال مبعوث وزارة الخارجية الروسية للمهام الخاصة، فلاديمير تشوروف، إن التصريحات حول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، صراع سياسي داخلي، مؤكدا أنه لا يوجد، ولا يمكن أن تتدخل موسكو في انتخابات دول أجنبية، وأن هذا مستحيل من الناحية الفنية، إذا لم تطلب الدولة نفسها ذلك.
والجدير بالذكر أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستجري يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020.