وقال حسن روحاني: "قاتلنا أمريكا أربع سنوات للوصول إلى هذا اليوم، وواحدة من فوائد الاتفاق النووي هي رفع الحظر التسليحي عنا وعندها نستطيع شراء وبيع الأسلحة لمن نريد".
وطرح البعض تساؤلات بشأن الانتصار الإيراني الكبير على أمريكا، وما الذي يمكن أن ينتج عنه في الأيام المقبلة، وكذلك بشأن طبيعة العلاقات بين البلدين مستقبلًا.
بداية التسليح
وأعلنت لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني عن تعاون عسكري مرتقب مع روسيا ودول صديقة بينها الصين بعد انتهاء حظر السلاح المفروض على طهران الأحد المقبل.
وأضاف: "اعتبارا من هذا التاريخ ستكون إيران حرة في إجراء التبادلات وإبرام العقود وعمليات الشراء والبيع للأسلحة، والدول الصديقة والحليفة ستكون أولويتنا".
وتابع: "هناك عوز حقيقي لإنجاز عمل مشترك في إنتاج مقاتلات وأسلحة أخرى أكثر تطورا مع روسيا بعد رفع الحظر".
وأكد أن بلاده "ليست بحاجة إلى الولايات المتحدة أو الدول الغربية، لذلك لن يكون هناك تعاونا أبدا بيننا وبينهم بعد رفع حظر التسلح".
صفعة دولية
الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "بدء رفع الحظر على السلاح يعتبر انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا لإيران، مقابل الولايات المتحدة الأمريكية وصفعة دولية بسبب نقد واشنطن لتعهداتها، والخروج من المعاهدات الدولية".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "لا يمكن توقع أي تحسن في الوضع بين إيران والولايات المتحدة، ويمكن أن نشاهد تصاعد في التوتر بين الجانبين خاصة في ظل الانتخابات الأمريكية".
وتابع: "أما بالنسبة لتعاملات إيران في مجال بيع وشراء الأسلحة ممكن أن نشهد على توقيع عقود بين إيران من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، لتأمين حاجات إيران من الأسلحة وتكنولوجيا صناعة الأسلحة المتطورة".
انتصار إيراني
بدوره قال محمد حسن البحراني، المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، إن "مع انتهاء مدة حظر التسليح الأممي المفروض على إيران يمكن القول إن مرحلة جديدة قد بدأت، وإيران من الآن فصاعدا يمكنها بحسب القانون الدولي شراء وبيع السلاح من أي دولة".
وتابع: "ما شهدناه في الأسابيع القليلة الماضية عزلة أمريكية وخسارة فادحة لإدارة الرئيس ترامب، وأعتقد أن الجانب الإيراني سيعمل على الاستفادة من الظرف الجديد من خلال إبرام الكثير من صفات شراء السلاح من البلدان المستعدة لإمداد طهران ببعض أنواع الأسلحة الحديثة، خاصة في مجال سلاح الجو، وربما بعض منظومات الدفاع الصاروخي".
وأكد أن "روسيا والصين في مقدمة البلدان التي يفكر الجانب الإيراني إبرام الصفقات معها، حيث تربط إيران بعلاقات وثيقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وأنهى حديثه قائلًا: "في كل الأحوال المتوقع أن التفاهمات النهائية حول إبرام هذه العقود سيتم خلال الأشهر القليلة الماضية، ونحن بانتظار اتضاح مشهد الانتخابات الأمريكية وما ستفرزه من نتائج وتداعيات تهم غالبية الأطراف الدولية والإقليمية".
وانسحبت الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وأعادت في أعقاب ذلك فرض عقوبات قاسية على إيران التي تتهمها بأن لديها نزعة توسعية في الشرق الأوسط عبر دعمها مجموعات محلية على غرار "حزب الله" في لبنان.
وفي 21 أغسطس/آب، فعلت واشنطن في الأمم المتحدة آلية "سناب باك" لإعادة فرض عقوبات دولية على إيران، من بينها تمديد حظر الأسلحة.
ورفضت الغالبية الساحقة من أعضاء مجلس الأمن (13 من أصل 15)، من بينها الدول المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني، صلاحية الآلية التي فعلتها الولايات المتحدة.
وفشل مجلس الأمن الدولي، في أغسطس/ آب الماضي، في التوصل إلى قرار لتمديد حظر السلاح على إيران، بعد أن عارضت روسيا والصين الخطوة في مجلس الأمن بينما امتنعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا و8 دول أخرى عن التصويت، ومن المقرر أن ينتهي الحظر المفروض على إيران يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد أكثر من عقد من الحظر الذي يحد من قدرتها على شراء الأسلحة التقليدية.