وعلى الرغم من نفي الوكالة التقارير التي تتردد عن إنهاء عملها في القطاع بمدة لا تتجاوز الـ 8 أشهر، اعتبرت أحمد أبو هولي، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، إن "تداعيات الأزمة المالية للوكالة ستكون كارثية على المنطقة إن لم يسارع المانحون في تغطية عجزها المالي".
أزمة الأونروا
وحذر لازاريني، من تداعيات عجز التمويل البالغ 130 مليون دولار، وسط الانتشار القوي لفيروس "كورونا"، وذلك خلال اجتماع اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، المختصة بالشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية وقضايا حقوق الإنسان التي تؤثر على الشعوب في جميع أنحاء العالم، والذي عقد في مقر الجمعية الدائم في نيويورك.
وأوضح لازاريني أن "هناك حاجة ماسة لـ 15 مليون دولار من هذا المبلغ، لدعم خط إمدادات الغذاء في قطاع غزة لأكثر من مليون لاجئ، في ظل أزمة كورونا الحالية".
وأضاف، أن "العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين المصابين بالفيروس، ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف حالة في الأسبوع الماضي"، محذراً من "ارتفاع نسبة الفقر المدقع، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في قطاع غزة وتسجيل مستويات غير مسبوقة من الفقر في صفوف المواطنين الفلسطينيين".
مصطفى الصواف، المحلل السياسي المقيم في قطاع غزة، قال إن "الوكالة يبدو أنها تعمل بسياسة التدرج في التخلي عن دورها الأساسي بالعمل على إغاثة اللاجئين وتشغليهم".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذا بات واضحًا من خلال تقليص السلال الغذائية ودمجها ببعضها البعض بحجة قلة الميزانيات والشكوى الدائمة من نقص الميزانيات والشكوى الدائمة من الشهر القادم قد لا تدفع رواتب وهذه الرواية يتم الحديث فيها قبل موعد الصرف".
وتابع: "معلوم للوكالة وغير الوكالة أن الحصار المفروض على قطاع غزة حول ما يزيد عن 75% من اللاجئين تحت خط الفقر العالمي وما ترتب على انتشار كورونا زاد الطين بلة وأضاف نوعيات جديدة من العاطلين عن العمل، وبدلا من أن تزيد الوكالة السلال الغذائية بدأت تقليصها ودمجها هذا الأمر يضاعف الحاجة لدى اللاجئين".
واستطرد: "أعتقد أن حجة الوكالة ضعف الموارد وقلة الدعم سياسة مرسوم لها وهي غير حقيقية وتهدف إلى إنهاء دورها في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تماشيا مع سياسة الإدارة الأمريكية بشطب قضية اللاجئين والوكالة".
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي الفلسطيني في حركة فتح، إن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا تعاني عجزا ماليا كبيرا خاصة بعد أن أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات التي كانت تقدمها لها، وحاول الاتحاد الأوروبي تعويض هذا العجز ولكنه فشل في الحصول على التزام من الدول بشكل رسمي ودائم".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الوكالة ناشدت كل دول العالم وحصلت على دعم مؤقت من عدة دول كان على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت ولكنه دعم مؤقت مما جعل العجز يتفاقم".
وتابع: "لقد قامت الأونروا بتخفيض عدد موظفي العقود وتقليص بعد مصاريف المدارس حتى تبدأ عامها الدراسي، ولكنها الآن تعاني من عجز كبير جدا سيدفعها لتقليص مساعداتها الغذائية والتي تقدمها للعائلات المعوزة في قطاع غزة، مما سيزيد من حالة الفقر في قطاع غزة الذي يعاني من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة لدرجة أصبحت في غاية الصعوبة في قطاع غزة".
وأشار إلى أن "الأونروا قلصت سلتها الغذائية ولكنها لم توقفها بشكل كامل وهذا بشكل مؤقت وإذا استمر العجز قد توقف مساعداتها الغذائية بشكل كامل".
وأنهى حديثه قائلًا: "حالة الأونروا المالية تتطلب تحركًا سريعًا دوليًا لإنقاذ الوكالة التي تقدم خدماتها لأكثر من 6 ملايين فلسطيني في الدول العربية وفلسطين، لأن الاونروا عنوان حالة اللجوء الفلسطيني".
وتواجه "الأونروا" طلباً متزايداً على خدماتها بسبب زيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها، وهشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم، لكنها تعاني من أزمة مالية حادة بسبب وقف الولايات المتحدة الدعم المقدم لها، والمقدر بنحو 360 مليون دولار سنوياً، منذ يناير/كانون الثاني الماضي.