وشدد عطاالله في حوار، اليوم الاثنين، مع موقع "النشرة" اللبناني، على عدم وجود أي خلاف جوهري بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لافتا إلى أن هذا الكلام مبني على معلومات دقيقة، وهناك اتفاق كامل على مختلف المواضيع وكل ما يُحكى في هذا الشأن هو مجرد تمنيات من قِبل البعض.
وعلّق الوزير السابق على حالة الجمود التي تخيّم على المشهد الحكومي منذ تأجيل الاستشارات النيابية، معتبرًا أن "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عرض نفسه لرئاسة الحكومة يجب أن يُسأل، لأنّه لم يقم حتى اليوم بواجباته لعرض برنامجه على الكتل النيابية"، مشيرًا إلى أن هذا الغياب يؤشر إلى أمرين لا ثالث لهما، وهما إما أنه غير مبالٍ بالوضع الحالي أو أنه يريد التحدي، وهذه العقلية لا تبني بلدًا.. حسب تعبيره.
وقال: "إذا لم تتبدل المعطيات في الأيام المقبلة فإن خيار تأجيل الاستشارات النيابية لا يزال واردًا"، موضحًا أن "كتلة التنمية والتحرير واللقاء الديمقراطي والتكتل الوطني وحدهم من أعلنوا أنهم سيسمّون الحريري لرئاسة الحكومة، بينما حزب الله لم يعلن حتى اليوم من هو مرشحه، وأتحدى أن يأتي أحد بتصريح لأحد نواب كتلة الوفاء للمقاومة أو أي مسؤول بالحزب يؤكّد دعمهم للحريري".
ورأى عطالله أن إعلان الحريري رغبته في تحمّل المسؤولية بتشكيل الحكومة هو خطوة إيجابية في المبدأ، ولكن استكمالها كان خاطئًا، والتعاطي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والكتل النيابية لم يكن لائقًا، ولا يجوز التعامل بهذه العقلية.
وتساءل عطاالله كيف يتم تجاوز أكبر تكتّل نيابي، في حين قضى الحريري يومًا كاملًا في التفاوض مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وهو على رأس تكتل نيابي من 7 نواب فقط؟
واعتبر عطالله أن طريقة التعاطي مع التكتل النيابي الأكبر لا تدل على محاولة إقصاء بقدر ما هي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، قائلا: "إذا كان الحريري يعتقد أنه قادر على تشكيل حكومة على طريقة "الوالد" في التسعينيات فهو مخطئ، واليوم لا يمكن تشكيل حكومة والإتيان بوزراء مسيحيين من شركة سعودي أوجيه، فهناك كتل وازنة لها حيثيّاتها على الأرض وهي تُمثّل مِئات الآلاف من اللبنانيين، أما اذا كان المطلوب الوصول إلى حكومة اختصاصيين فنحن نسير بها على "العمياني" أما أن يكون الاختصاصيون فقط من الوزراء المسيحيين فهذا الأمر خارج المنطق، ولهذا نؤكد على ضرورة أن تكون المعايير موحّدة".
ولفت عطالله إلى أن "تأجيل الاستشارات كان يهدف لتفادي التأخير في مرحلة تشكيل الحكومة، وهذه التجربة أثبتت جدواها خلال تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في المرحلة السابقة، واليوم من المستحيل تأليف حكومة بهذا الجو القائم"، معتبرًا أن "هناك إمكانية للحلحلة في اليومين المقبلين ولكن ذلك يتوقف على مبادرة الحريري باتجاه الكتل ليستشف مواقفها، ليُصار بعدها إلى تثبيت موعد الاستشارات والوصول إلى التكليف والتأليف في غضون أيام معدودة".
وشدد عطالله على أن "تهميش التيار الوطني الحر لن يمر، ومحاولة العودة إلى ترويكا العام 1992 عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري وجنبلاط من خلال تشكيل حكومة على قياسهم لن يُكتب لها النجاح".