وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء أن علماء فيزياء في جامعة "غوت" في فرانكفورت توصلوا إلى أن هذا الفاصل القصير للغاية، استغرق 247 "زيبتو ثانية"، والمعروف في الفيزياء هو أن "الزيبتو ثانية" جزء من أجزاء الثانية الكثيرة.
ويساوي "الزيبتو ثانية" واحدا على ترليون مليار من الثانية، أي ما يعادل رقما تليه 20 من الأصفار، بحسب علم الفيزياء.
ونقلت الصحيفة عن ستيف غروندمان، الأكاديمي صاحب الإنجاز الأهم في هذه الدراسة قوله :"منذ أن عرفنا التوجه المكاني لجزيئة الهيدروجين، اعتمدنا على تداخل موجات الإلكترونَيْن من أجل تسجيل لحظة وصول الفوتون، على نحو أدق، فضلا عن رصد لحظة الوصول إلى ذرة الهيدروجين الثانية".
ويقول باحثون إن هذا الإنجاز العلمي يتوج جهودا عالمية حثيثة من أجل قياس فواصل زمنية متناهية القصر في الفيزياء، ولم يجر تسجيلها من قبل.
وعن فائدة هذه القياسات، يقول الخبراء إنهم يستفيدون من النتائج في أجل قياس أدق لتغييرات الذرة من خلال ما يعرف بتأثير "الكهروضوئية".
وكان العالم الألماني الشهير، ألبرت أينشتاين، قدم نظريته بشأن تأثير "الكهروضوئية" في سنة 1905، حيث قدم وصفا للظاهرة التي تحصل عندما تنبعث الإلكترونات من الذرة، جرّاء تعرضها للضوء.
أما العالم المصري أحمد زويل، فقد استخدم في عام 1999، نبضات "ليزر" متناهية الصغر من أجل ملاحظة كيف تشهد الجزيئات تغييرا على مستوى الشكل.
ونجح زويل الذي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء، عقب ذلك، أن يقيس التغييرات المحدودة في وحدة قياس زمنية تعرف بـ"الفيمتو ثانية" وهي مليون مليار جزء من الثانية.
لكن الإنجاز الأحدث حاليا، الذي توصل إليه باحثون من جامعة "غوت" في فرانكفورت، وبمشاركة مؤسسة "ماكس بلانك" في برلين ومركز "DESY" البحثي بهامبورغ.
واستطاع هؤلاء العلماء أن يقيسوا فاصلا أقصر في الزمن، وتم نشر نتائج الدراسة في مجلة "ساينس" العلمية، في السادس عشر من أكتوبر الجاري.