وقال السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، أمس الإثنين، إن موسكو تدعو واشنطن إلى التخلي عن محاولات المساومة على مزايا معينة في الأيام الأخيرة من المعاهدة.
وتابع: "اعتبارا من منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أجرت روسيا والولايات المتحدة 328 عملية تفتيش في المواقع وتبادلتا نحو 21 ألف إشعار حول حالة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق، استعداد بلاده لمناقشة بناءة ومتكافئة مع الولايات المتحدة الأمريكية حول جميع المسائل، بما فيها الأمن الاستراتيجي وأمن المعلومات، واقترح بوتين تمديد معاهدة "ستارت - 3" الحالية من دون أية شروط لمدة عام.
وتتفاوض الولايات المتحدة مع روسيا الاتحادية، بشأن الاستقرار الاستراتيجي، لمد العمل بمعاهدة "ستارت-3" التي تم توقيعها عام 2010 وتنتهي صلاحيتها في فبراير/ شباط 2021.
الموقف الأمريكي من المعاهدة
في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن بلاده ستكون منفتحة على تمديد معاهدة "نيو ستارت" المعروفة بـ "ستارت - 3" للحد من انتشار الأسلحة النووية بعد موعد انقضاء أجلها في فبراير 2021، بناء على تفاهمات جرى التوصل إليها مؤخرا في محادثات مع روسيا.
وفي 20 أكتوبر 2020، قالت وكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة الأمريكية رحبت باقتراح روسيا تمديد معاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية لمدة عام، إذا جمد الطرفان نشر كل الرؤوس النووية خلال تلك المدة.
وتقول "رويترز" إن من شأن انتهاء المعاهدة أن يرفع كل القيود المتبقية على نشر رؤوس حربية نووية وكذلك الصواريخ والقاذفات القادرة على حملها، مما يؤجج سباق تسلح بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.
وازدادت حدة التوتر على مدى شهور بشأن مصير المعاهدة، التي تحد عدد الرؤوس النووية التي بإمكان واشنطن وموسكو امتلاكها وتنقضي مهلتها في الخامس من فبراير 2021.
وتعد معاهدة "نيو ستارت" المعروفة بـ "ستارت - 3" واحدة من نحو 9 اتفاقيات نووية تم توقيعها بين واشنطن وموسكو خلال العقود الماضية، ويرجع تاريخ أقدمها إلى ستينيات القرن الماضي، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب".
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا أكبر قوتين نوويتين في العالم، وكان الاتفاقيات النووية الثنائية ومتعددة الأطراف التي وقعت عليها الدولتان، سببا في القضاء على نحو 55 ألف قنبلة نووية.
ووفقا لإحصائيات موقع "فاس" الأمريكي، فإن عدد القنابل النووية في العالم عام 1986 تجاوز 70 ألف قنبلة، لكنه أصبح لا يتجاوز 15 ألف قنبلة، وفقا لإحصائيات عام 2017.
أبرز المعاهدة النووية الموقعة عليها أمريكا وروسيا بشأن الأسلحة النووية والصواريخ الهجومية
1- معاهدة منع التجارب النووية
هي معاهدة متعددة الأطراف تشارك فيها أمريكا وروسيا، تم إبرامها عام 1963، وتقضي بمنع جميع التجارب النووية باستثناء التجارب تحت الأرض، ومازالت تلك المعاهدة سارية حتى الآن.
2- معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية
يرجع تاريخها إلى عام 1968 وهي متعددة الأطراف، وجرى تمديدها عام 1995 لفترة زمنية غير محدودة.
3- معاهدة "سالت 1"
تم إبرام معاهدة "سالت 1" و"إيه بي إم" عام 1972، وكان الهدف من الأولى تجميد عدد قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في روسيا وأمريكا لمدة 5 سنوات، بينما منعت المعاهدة الثانية إنشاء درع مضاد للصواريخ.
4- "سالت 2"
تم إبرامها بين أمريكا وروسيا عام 1979 بشأن الأسلحة النووية، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ.
5- معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى
وقعت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا عام 1987 معاهدة للتخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، التي يتراوح مداها بين 500 إلى 5500 كم.
وفي فبراير/ شباط 2019، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من المعاهدة.
6- معاهدة "ستارت - 1"
تم توقيعها عام 1991، وتهدف إلى خفض الأسلحة النووية الاستراتيجية في كل من الدولتين (روسيا وأمريكا)، وانتهى سريانها في عام 2009.
7- معاهدة "ستارت - 2"
تم توقيعها عام 1993 بشأن التسلح النووي، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ.
8- معاهدة "سورت"
جرى توقيعها عام 2002، وكانت تهدف إلى خفض عدد الرؤوس النووية في الدولتين بمقدار الثلثين قبل عام 2012.
9- معاهدة "نيو ستارت"
هدف المعاهدة هو تحديد عدد الرؤوس النووية بـ 1550 رأسا نوويا. ويرجع تاريخ تلك الاتفاقية إلى عام 2010، عندما تم وقع عليها الطرفان في براغ، وما زالت المعاهدة الوحيدة النافذة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية حتى الآن، وتعرف بـ "ستارت - 3".
بوتين: روسيا ستنشر صواريخ جديدة قادرة على بلوغ "مراكز صنع قرار" معاديةhttps://t.co/dso1j501xl#فرانس_برس pic.twitter.com/hE5e2dt1zg
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) February 20, 2019
كم يمتلك العالم من الرؤوس النووية وفي أي دول توجد؟
وصل عدد الدول التي تمتلك قنابل نووية حول العالم 9 دول هي أمريكا، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وإسرائيل، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية، لكن الدول الأربع الأخيرة لا تعترف بامتلاكها هذا السلاح رسميا.
SIPRI in 2017: What was the state of world #nuclear forces at the beginning of the year? Analysis: https://t.co/iEUdHVBbZ4 pic.twitter.com/MHLwyWTto0
— SIPRI (@SIPRIorg) December 21, 2017
ورغم انخفاض عدد القنابل النووية في العام بصورة كبيرة مقارنة بعام 1986، إلا أن هذا الرقم يعد كبيرا جدا، وفقا لموقع "فاس" الأمريكي، الذي أوضح أن عدد القنابل الموجودة لدى قوات عسكرية يصل إلى 9400 قنبلة نووية، منها 3900 قنبلة في وضع الإطلاق.
وبحسب إحصائيات عام 2019، التي أوردها موقع "أرمز كنترول أسوسييشن" الأمريكي، تمتلك الدول النووية في العالم حوالي 14 ألف قنبلة نووية منها 6185 قنبلة نووية في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين تمتلك روسيا أكبر عدد من القنابل النووية في العالم، إذ يصل عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها إلى 7 آلاف قنبلة نووية.