وجاء على لسان عبد المجيد شيخي، مستشار الرئيس الجزائري لشؤون الذاكرة (الفترة الاستعمارية) أنه "بعد ارتكاب فرنسا لمجازرها بالجزائر، حولت الكثير من عظام الجزائريين الذين تم تقتيلهم إلى مرسيليا لاستخدامها في صناعة الصابون وتصفية السكر".
وأضاف شيخي في مقابلة مع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن ذلك علاوة على أن مصير الكثير من الرفات يظل مجهولا إلى غاية الآن وهو ما يعني - حسب المسؤول - أن "العمل في هذا الصدد لا بد أن يتواصل".
وقال إن الطرف الفرنسي انتهج أساليب أخرى "ملتوية" لعرقلة حق الجزائر في استعادة أرشيفها، من خلال "نقله من مركز الأرشيف بباريس والمركز الجهوي بأكس أون بروفانس إلى أماكن مجهولة و بعثرته عبر كافة إقليمها"، مخلا بذلك بالقاعدة الدولية التي تؤكد على وحدة الأرصدة الأرشيفية.
وعن استعادة رفات المقاومين الجزائريين أردف قائلا:
صحيح أن هناك تقديرات قامت بها مجموعة من الباحثين لكن العدد يظل غير دقيق، فالعملية تمت على فترات مختلفة، كما أنها طالت الكثير من الجزائريين فضلا عن كون الكثير من هذه الرفات قد أتلف.
وتابع شيخي: "كانت الجزائر بالنسبة إلى المستعمر الفرنسي، حقل تجارب حقيقي للممارسات الوحشية التي طبقها فيما بعد في المستعمرات الأخرى، خاصة الأفريقية منها، والتي عانت من تجارة الرق التي تورطت فيها شخصيات مرموقة في المجتمع الفرنسي وهي كلها أساليب موثقة في الأرشيف".
واستعادت الجزائر في شهر يوليو/ تموز الماضي، رفات 24 مقاوما جزائريا بعد بقائها 170 سنة في متحف الإنسان بباريس، حيث أكد الرئيس تبون عزم الدولة الجزائرية على إتمام العملية "حتى يلتئم شمل جميع الشهداء فوق الأرض التي أحبوها و ضحوا من أجلها بأعز ما يملكون".