وبدأ انتشار المقطع المصور في هذا السياق في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 تزامنا مع تصاعد الانتقادات لتصريحات أدلى بها ماكرون عن التطرف الإسلامي.
ويعرض الفيديو مجموعة من الشبان وهم يحطمون سيارة شرطة ويركلونها ويلقون الحجارة عليها أمام قوس النصر في شارع الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، بينما كتب مشاركوه معلّقين عليه: "من قلب فرنسا باريس الآن المسلمين يثورون في وجه السلطات الفرنسية نصرة للرسول".
لكن تبين أن المقطع المصور المتداول ما هو إلا فيديو قديم يرصد أعمال تخريب قام بها مشجعو فريق باريس سان جرمان بعد فوزه على فريق لايبزيغ الألماني (3- صفر) في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في شهر أغسطس/ آب الماضي.
والفيديو نشرته مواقع إخبارية ورياضية منذ أغسطس، ولكن تم تقطيعه إلى مشاهد ثابتة باستخدام أحد برامج الكمبيوتر، مع إضافة كلمات مفتاحية إليه مثل "قوس النصر" و"شغب" و"باريس" للبحث عنه عبر الإنترنت بصورة أفضل.
PARIS - Le PSG s’impose 3-0 contre le RB Leipzig et se qualifie en finale de la ligue des champions. Scène de fête sur les Champs-Elysées pour les supporters. #RBLPSG pic.twitter.com/82At8yeBYp
— Clément Lanot (@ClementLanot) August 18, 2020
وكان من بين المشاركين لهذا الفيديو وقتها بأغسطس، وزير العدل الفرنسي، الذي أكد أن منفذي هذه الأعمال سيقدمون للمحاكمة.
Certains portent un maillot qui a fait hier soir la fierté de toute une ville et même d’un pays.
— Eric Dupond-Moretti (@E_DupondM) August 19, 2020
Ils en font le déshonneur.
La justice sera vigilante et le parquet de Paris traduira devant la juridiction les auteurs de ces exactions sur les #ChampsElyseespic.twitter.com/R3VhqbSln6
يذكر أن عددا من الدول الإسلامية شهدت حملة مقاطعة للبضائع الفرنسية ومظاهرات منددة بتصريحات الرئيس الفرنسي حول الإسلام والرسوم المسيئة للنبي محمد.
ودعا المتظاهرون إلى احترام الأديان ونبذ العنصرية والتطرف في وقت رددوا فيه هتافات دعوا فيها الرئيس ماكرون للاعتذار عن ما بدر منه. واستنكر المشاركون تصريحات الرئيس الفرنسي ضد الإسلام والمسلمين خلال الفترة الأخيرة.
واعتبر المحتجون أن تصريحات ماكرون تندرج في إطار نشر ثقافة الكراهية بين الشعوب والأديان.
وكان الرئيس ماكرون قد قال في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري: "إن فرنسا لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية"، بعد حادثة قطع رأس معلم فرنسي على يد مواطن من أصل شيشاني، يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول، ما أثار موجة غضب في العالم الإسلامي وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية. حيث يعتبر الضحية خالف القانون الفرنسي، الذي يحظر استخدام سمات دينية في المدارس، والإساءة إلى مشاعر المؤمنين.