هذه واحدة من عدة قرى عرقية ذات ملكية خاصة، تقع في شمال تايلاند، وتعد موطنًا لمهاجري قبيلة «كاريني» أو «ريد كارين» في ولاية كاياه في ميانمار، والتي عرفت سابقًا بولاية كاريني.
حتى شهر مارس/ أذار، كانت القرية موقعاً شهيراً للجذب السياحي، حيث كان الزوار يقفون في طوابير ليروا أعناق نساء "ريد كارين" النحاسية الممدودة، التي اشتهرت لأول مرة بفضل صورة أبيض- أسود للمصور الفرنسي ألبرت هارلينغ في عام 1930.
السلطات التايلاندية لا تعترف بالمهاجرين كلاجئين، وهم في الغالب غير قادرين على العمل بشكل قانوني أو العيش في أي مكان آخر في تايلاند. ولكن سرعان ما تم اكتشاف المزايا السياحية لـ "النساء ذوات العنق الطويل"، حيث تعجب زوار القرى من الحلقات النحاسية التي تحيط بأعناقهن بشكل غير اعتيادي، والتي كانت تُعتبر في الأصل علامة على الجمال.
الدخل المكتسب من الزوار ساعد المهاجرين في توفير لقمة العيش، لكن القيود المفروضة على حركة السياحة وفرص عملهم أثارت انتقادات دولية لاذعة للقرى السياحية، والتي وصفتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بوكالة الأمم المتحدة للاجئين، في عام 2008 بأنها "حدائق الحيوان البشرية".
على الرغم من تجاهل التأثير الاقتصادي على القرويين إلى حد كبير في أعقاب الوباء، إلا أن تايلاند تخطت أسوأ آثار مرض «كوفيد-19» - بحيث سجلت عدد قليل نسبيًا من الوفيات منذ إعلان حالة الطوارئ من قبل الحكومة في 26 مارس/ آذار من العام الجاري. لذلك، قرر العديد من المهاجرين العودة إلى ميانمار، حيث يتوفر العمل في القطاع الزراعي.
شاهد أيضا - كلها من قش الأرز... مدينة ترفيهية في تايلاند
تقيم مو إي، 32 عامًا، في هذه القرية منذ سبع سنوات مع زوجها وابنتيها، وتكسب 1500 بات شهريًا من المالك، الذي يحتفظ برسوم الدخول التي يدفعها السائحون، وتصل إلى 700 بات يوميًا عن طريق بيع الهدايا التذكارية للزوار.
الآن، ومع ذلك، جف دخل السياحة بسبب قيود السفر التي فرضتها الحكومة التايلاندية في إطار احتواء الوباء. من بين عشرين عائلة التي عاشت في القرية، لم يتبقى سوى ثلاث عائلات.
قالت مو إي: "يعمل زوجي منذ شهر في موقع للبناء بالقرب من القرية، ويكسب 300 بات في اليوم".لا أعرف كم من الوقت سيستمر الأمر هكذا (لكن) ليس لدينا دخل آخر، لأن السياح لا يأتون». وأضافت مو إي أن أعمال البناء كانت متباينة، وكان زوجها يعمل ثلاثة أيام فقط في الأسبوع.
ما رادين، 20 عامًا، تقيم هي وأختها في قرية «ماي ريم». كانت تجلس على درجات كوخ أختها المصنوع من الخيزران، وشرحت باللغة الإنجليزية بطلاقة لماذا لم تكن ترتدي حلقات العنق النحاسية.
وقالت: "إذا لم يكن هناك سياح حولي، فأُفضل عدم ارتداء الحلقات النحاسية، فهي ثقيلة جدًا". مضيفة أنها قد ترتديها مرة أخرى إذا أُجبرت على العودة إلى ميانمار للبحث عن العمل، لكنها تفضل البقاء في تايلاند والعودة إلى ارتدائه من أجل السياح.
وأردفت تقول: "أحيانًا أسمع تعليقات حول "حدائق الحيوان البشرية"، لكنني لا أهتم ولا أشعر بالأذى. هذا عملي وأنا أحبه، وبالتأكيد لن أبدّله بوظيفة أخرى".
يذكر أن قرية لقبائل تلال بان تونغ لوانغ، الواقعة غرب نشيانغ ماي في تايلاند، تم إنشاؤها كمنطقة جذب سياحي تظهر الحياة والحرف اليدوية لهذه القبائل، بما في ذلك قبائل أخرى من ضمنها: لاهو، بادونغ، بالونغ (صاحبة العنق الطويل)، ياو، أخا، كايا، مهونغ وايت كارين، كلها كانت تضج بالسياح، بينما الآن أصبحت تقريباً فارغة بسبب وباء كورونا.
شاهد أيضا - افتتاح مطعم للخطوط الجوية التايلاندية لمواجهة الأزمة الاقتصادية بسبب كورونا