في الفترة الأخيرة انتشرت حملة مقاطعة للمنتجات التركية في السعودية بشكل كبير، بعد تغريدات لمسؤولين من الجانب السعودي، وذلك عقب فترات من التوتر بين البلدين بعد أزمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
المساعدات التي قدمتها المملكة لمتضرري الزلزال يراها المحلل السعودي فيصل الصانع "غير مرتبطة بأي مواقف سياسية"، فيما يراها الخبير التركي أحمد أويصال، أنها "ملفتة للنظر خاصة بظرفية التوقيت، إلا أنها محمودة من الجانب الإنساني".
يقول فيصل الصانع الكاتب والمحلل السعودي، إن "المملكة ليست كغيرها من الدول، حيث أنها لا تستخدم المساعدات الإنسانية كأداة سياسية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المملكة أرسلت قبل عام طائرة إغاثية لمتضرري السيول في إيران، واليوم تقدم مساعدات لمتضرري الزلزال في أزمير التركية، عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالرغم من السياسات التركية في المنطقة وتدخلاتها، إلا أن المملكة تتجاهل ذلك، وتمد يد العون كعادتها للإغاثة، دون النظر إلى غير ذلك، حين يكون الأمر إنسانيا.
تساؤلات عدة بشأن انعكاسات الخطوة وما إن كانت تمثل أي محطات تقارب بين البلدين، خاصة بعد حملة المقاطعة السعودية للمنتجات التركية، حيث يرى الصانع، أن "المملكة ستظل على مواقفها من السياسة التركية ولن يتغير شيء إذا ما استمرت تركيا في تدخلاتها بالمنطقة".
يستبعد الصانع أيضا أن يكون للمبادرة أي تأثير في الوقت الراهن من الجانب التركي، مع الوضع في الاعتبار بعض الأصوات التركية التي تطالب الرئيس أردوغان بتحسين العلاقات مع السعودية.
على الجانب الآخر، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة إسطنبول أحمد أويصال، إن "تركيا تقدر المساعدات الرمزية، رغم أن تركيا لا تحتاج إلى المساعدات، إلا أن الخطوة جاءت في إطار التصرف الإنساني وهو محل تقدير".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، يرى أويصال أن "التوقيت محل علامات استفهام، خاصة أنه جاء بعد خسارة ترامب وفوز بايدن، مع ربط ذلك بمشروع ترامب وكوشنر في الخليج بشأن إسرائيل وإيران وتركيا".
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد نقلت توجيه الملك سلمان لمركز الملك سلمان للإغاثة "بإرسال المساعدات الطبية والإنسانية والإيوائية العاجلة للمتضررين من الأشقاء في تركيا جراء الزلزال الذي ضرب بحر إيجه مؤخرا مخلفًا أضرارا مادية بالغة بولاية أزمير التركية".
وذكرت الوكالة أن هذه الخطوة تأتي "انطلاقًا من حرصه على الوقوف إلى جانب الشعب التركي الشقيق والتخفيف من آثار الزلزال الذي تسبب في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات، وامتدادا للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية بالوقوف مع المتضررين، في مختلف الأزمات والمحن".