وبحسب الحكومة السورية، يهدف المؤتمر إلى وضع خطوات عملية لضمان عودة أكثر من 6.5 مليون لاجئ سوري يقيم معظمهم في دول الجوار.
ويقول مراقبون أن "المؤتمر يثبت جدية الحكومة السورية في إعادة اللاجئين السوريين، والبحث عن حلول جذرية لهذه الورقة"، مؤكدين أن "بعض الدول تحاول تسييس المؤتمر بعدم حضورها، للضغط على الدولة السورية".
مؤتمر سوري
ورحب الرئيس السوري بشار الأسد في مستهل كلمته بالمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين بالضيوف الأعزاء، متمنيا التوفيق لأعمال المؤتمر الذي تستضيفه دمشق في قصر الأمويين للمؤتمرات.
وأشار إلى أن :"قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقا من مبادئ إنسانية أخلاقية قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي المنطقة أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة".
وشدد الرئيس السوري على أنه "إذا كانت قضية اللاجئين بالنسبة للعالم هي قضية إنسانية فبالنسبة لنا إضافة لكونها إنسانية فهي قضية وطنية... وقد نجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية".
وتابع قائلا: "ما زلنا اليوم نعمل بدأب من أجل عودة كل لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه لكن العقبات كبيرة... فبالإضافة للضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة فإن العقوبات الاقتصادية اللاشرعية والحصار المفروض من قبل النظام الأمريكي وحلفائه تعيق جهود مؤسسات الدولة السورية التي تهدف لإعادة تأهيل البنية".
واستطرد قائلا:" يجب إعادة بناء البنية التحتية للمناطق التي دمرها الإرهاب بحيث يمكن للاجئ العودة والعيش حياة كريمة بظروف طبيعية".
واعتبر أن "الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى راغبين في العودة إلى وطنهم لأنهم يرفضون أن يكونوا رقماً على لوائح الاستثمار السياسي وورقة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم".
عقبات كبيرة
وفي تعليقه على قضية اللاجئين، قال الدكتور فريد سعدون، المحلل السياسي السوري: "من الضروري معالجة مشكلة اللاجئين سواء داخل سوريا، أو اللاجئين خارج الحدود في دول الجوار، وهي مشكلة كبيرة ومتفاقمة، وتؤثر على الوضع العام في سوريا، وتؤثر حتى على مستوى الحل السياسي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن:" أي مؤتمر يبحث عودة اللاجئين وحل إشكاليتهم محل ترحيب، ومن الممكن أن يمهد لحل سياسي للأزمة السورية".
وتابع: "لكن الوضع السياسي والأمني في سوريا لا يسمح بعودة اللاجئين، خاصة في ظل احتلال بعض المناطق من قبل دول الجوار، ولا يمكن لهذه المؤتمرات النجاح إلا إذا تم التوافق والتوصل لتفاهمات مع هذه الدول، التي تستثمر ورقة اللاجئين من أجل مصالحها السياسية والاقتصادية".
وأكد أن :"المؤتمر لن يكتب له النجاح، إلا إذا توافرت إرادة دولية جادة، وتهيئة الظروف الاقتصادية والأمنية في سوريا، والبدء في إعادة الإعمار، ومن ثم التوجه نحو الحل السياسي في سوريا".
جدية سورية
من جانبه قال المحلل السياسي السوري، غسان يوسف إن:"انعقاد المؤتمر في دمشق يحمل رسائل هامة، حيث أثبت أن الدولة السورية تصر على عودة اللاجئين، وتقديم التسهيلات أمام ذلك".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أنه "صدر مرسوم حكومي بدفع البدل النقدي للمتخلفين عن الخدمة العسكرية، وهذا يعد نوعًا من التسهيلات التي تقدمها الحكومة، بجانب المساعدات التي ستقدمها بعض الدول الأخرى مثل روسيا والإمارات وباكستان".
وتابع: "المشكلة هنا أن هناك بعض الدول تحاول تسييس المؤتمر، حيث امتنعت عن الحضور ولم تشارك في تفكيك المخيمات أو عودة اللاجئين، أو المشاركة في حوارات مع الحكومة السورية، وكذلك رفضت إعادة الإعمار، بل استخدمت ورقة العقوبات ضد ذلك، منها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي".
وأكد أن:"هذا يؤكد وجود بعض الدول التي لا تريد عودة اللاجئين السوريين وتريد استخدامها كورقة ضغط على الحكومة، لكن في المقابل انعقاد المؤتمر أثبت جدية دمشق في البحث عن حلول جذرية لإعادة المواطنين السوريين اللاجئين".
يذكر أن أعمال المؤتمر الذي يستمر يومين تتضمن عدة جلسات تتناول الوضع الحالي في سوريا وظروف عودة المهجرين وعوائق عودتهم، إضافة إلى خلق الظروف المناسبة لعودتهم.
كما يناقش المؤتمر المساعدات الإنسانية واستعادة البنى التحتية والتعاون بين المنظمات العلمية والتعليمية وإعادة إعمار البنية التحتية للطاقة في سوريا خلال مرحلة ما بعد الحرب ويختتم بجلسة ختامية وبيان ختامي.