وقال ساويرس خلال مقابلته مع برنامج "شربل يستقبل"، المذاع على موقع "سي إن إن بالعربية" إن "محمد بن سلمان مقتنع جدا برؤيته الاقتصادية وبالانفتاح الذي يرغب في أن يحدثه في بلاده".
وأردف ساويرس: "لكن كان لي ملاحظات في البداية مع بعض رجال الأعمال، وبصفتي رجل أعمال يجب أن أتضامن معهم"، في إشارة من رجل الأعمال المصري إلى القبض على رجال أعمال سعوديين في عام 2017 في الرياض، ضمن حملة ولي العهد السعودي للقضاء على الفساد في المملكة.
وكان رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، أدان في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017 الحملة السعودية ضد الكسب غير المشروع، قائلا إن "التطهير يقوض سيادة القانون في المملكة ويعوق الاستثمار".
ودعا ساويرس في مؤتمر عقد في العاصمة الإيطالية روما الشخصيات المؤثرة في المملكة إلى الوقوف أمام ولي العهد السعودية، الذي أشار إليه بـ"هذا الشاب"، مضيفًا: "علينا أن نقول له لا، هناك سيادة القانون والنظام، لديك عملية شفافة، أين المحكمة؟ ما الدليل؟ من هو القاضي؟".
وتابع ساويرس: "كل شخص لديه ضمير يجب أن يتكلم، لكنّ الكثيرين خائفون جدا من القيام بذلك، لأن لديهم مصالح هناك، ولديهم النفط، ولديهم المال، ولكن يجب أن يكون لديك ضمير". وتوقع ساويرس، الذي لا يمتلك استثمارات كبيرة في السعودية، أن يغادر قادة الأعمال السعودية في المستقبل، قائلا: "أعتقد بعد ما حدث في السعودية لن يستثمر أحد هناك".
وأوقفت لجنة مكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017 عشرات الأمراء والوزراء والمسؤولين ورجال أعمال بارزين في الحملة، فيما يواجهون اتهامات بغسل الأموال والحصول على رشى وابتزاز مسؤولين واستغلال المنصب العام لتحقيق مكاسب شخصية.
وأفاد أمر ملكي صدر وقتها أن الحملة تأتي "نظرا لما لاحظناه ولمسناه من استغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة… مستغلين نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول على المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه متخذين طرائق شتى لإخفاء أعمالهم المشينة".
وأشار في كلمة له تعقيبا على الخطاب الذي ألقاه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمام مجلس الشورى أن "الفساد انتشر في المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية مثل السرطان، وأصبح يستهلك 5% إلى 15% من ميزانية الدولة"، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وتابع لافتا إلى "هذا يعني أداء أسوأ من 5% إلى 15% على أقل تقدير في مستوى الخدمات والمشاريع وعدد الوظائف وما إلى ذلك. ليس فقط لسنة أو سنتين، ولكن تراكميا على مدى 30 سنة".
وقال: "إنني بصدق أعد هذه الآفة العدو الأول للتنمية والازدهار وسبب ضياع العديد من الفرص الكبيرة في المملكة العربية السعودية".
وأضاف ولي العهد السعودي أن
"نتائج حملة مكافحة الفساد واضحة للجميع، حيث بلغ مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد 247 مليار ريال في الثلاث السنوات الماضية، ما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية".
كما أكد أن حملة مكافحة الفساد أثمرت عن "أصول أخرى بعشرات المليارات نُقلت لوزارة المالية، وستسجل في الإيرادات عندما تُسيّل بما فيها من عقارات وأسهم".