ما سر تلك الزيارةالمفاجئة.. وعلاقتها بتغير الإدارة الأمريكية؟
مصالح مشتركة
وأضاف لـ"سبوتنيك":
"تركيا لديها مصالح كبيرة في العراق، كما أن للعراق مصالح استراتيجية معها مثل موضوع المياه المتعلق بالفرات ودجلة، وتكمن التعقيدات والخلافات في حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" والتي تعكر في بعض الأحيان العلاقات بين البلدين، حيث تقوم أنقرة ما بين الحين والآخر بعمليات في الشمال العراقي، الأمر الذي يؤثر في بعض الأحيان على العلاقات نتيجة عدم التوافق والتنسيق".
وتابع الخبير العسكري والاستراتيجي: "أعتقد أن الزيارة التي يقوم بها الكاظمي إلى أنقرة جاءت ضمن مستويات ثلاث، منها موضوع حزب العمال والذي لا أعتقد أن الجانبان يتوصلان إلى مقاربات في هذا الموضوع لأسباب جيوسياسية وأخرى متعلقة بالوضع العراقي والتركي وحتى بالبيئة الإقليمية، كما أن الجانبان قد يناقشا موضوع العلاقات الاقتصادية وموضوع النفط والطاقة، وموضوع التجارة بين البلدين بجانب العلاقات الدبلوماسية، خصوصا وأن بغداد في الآونة الأخيرة طلب من أنقرة عدم فرض التأشيرات المسبقة على العراقيين الراغبين في الدخول إلى تركيا".
التوافق والاختلاف
وأكد القيسي على "أن الأمور المشتركة والتي حولها توافق عراقي – تركي أكثر من الملفات المختلف عليها، وما يعكر صفو العلاقات هو عقدة المياه وعقدة الأمن، وفيما يتعلق بالمياه هو السدود والمشاريع التي أقامتها تركيا على نهر دجلة، أما العقدة الأمنية المتعلقة بحزب العمال، وإذا ما توصل الجانبين إلى حلول ومقاربات حول الملفين، أعتقد سيكون هناك تفاهم كبير".
وأشار إلى أن "تركيا أخطأت في علاقتها مع العراق كثيرا، لأن العراق يعد الساحة ذات الحساسية الأهم بالنسبة لتركيا، فلو كانت أنقرة قد اتخذت مواقف لدعم العراق سياسيا ورفض نفوذ الدول الإقليمية الأخرى، لوجدوا الاتحاد الأوروبي وأمريكا والناتو خلفها، لكنها ذهبت بعيدا باتجاه مناطق مستفزة مثل الشمال السوري والنزاع في شرق المتوسط وأخيرا في أذربيجان".
إدارة بايدن
وحول تأثير تلك الزيارة على علاقات العراق ببعض الدول العربية التي لها خلافات مع تركيا، قال القيسي: "الآن هناك تقارب تركي سعودي ونوع من إذابة الجليد فيما بين الدولتين، حيث يدرك الطرفان أن هناك إدارة أمريكية جديدة ويريدون أن يسبقوا الأحداث ويقيمون منظومة علاقات تخدم المنطقة وتقطع الطريق على الديمقراطيين والمعروف أن لهم موقف مع السعودية".
أهداف غير معلنة
من جانبه، قال أمين عام اتحاد القبائل العربية بالعراق، ثائر البياتي، إن
"سفرات وزيارات الكاظمي إلى دول العالم هي مجرد سفرات سياحية، أو يمكننا أن نوصفها بأنها سفرات الهروب أو التنصل من الأحداث الداخلية، فكل ما تم خلال تلك الزيارات هي مجرد أفكار مستهلكة، وتوقيع على مذكرات تفاهم غير ملزمة ولم يتحقق منها شيء يذكر، إلا ما تم مع إيران صاحبة النفوذ الأكبر في العراق".
وأضاف لـ"سبوتنيك": "لا نستبعد أن تكون زيارته إلى تركيا تأتي وفق توجيهات من قوى إقليمية بعد الأزمة التي حدثت بين أنقرة وطهران، والتصريحات الإيرانية واستدعاء السفراء، لأن ما هو معلن غير ما هو مخفي بين طيات الزيارة، وأهم ما تم التصريح به من أسباب الزيارة هو موضوع قوات "بي كا كا"، فهل يستطيع الكاظمي إنهاء تواجدها داخل العراق، أو الحصول على مستحقات العراق المائية، وموازنة التبادل الاقتصادي بين الدولتين".
واستطرد: "هل يملك العراق القدرة على فرض الإرادة بتغيير بعض الأوضاع على الأرض بتأكيد السيادة وإنهاء تواجد القوات التركية على الأراضي العراقية"، مشيرا إلى أن "ضعف الحكم في بغداد، وتشتت مواقف ساسة العراق بين الولاءات للدول الإقليمية والعالمية الأمر الذي يبقى العراق ضعيف بمواقفه أمام العالم أجمع، لأن السيادة الوطنية تأتي من الإخلاص للوطن أولا وأخيرا".
وأبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اهتمامهما بتعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي مع الكاظمي، في أنقرة، اليوم الخميس: "نؤكد على ضرورة رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين.. ونحن نؤكد على أن المياه لن تكون نقطة خلاف".
وأعرب عن أمنيته "في تنامي العلاقات مع العراق في عهد الكاظمي".
من جهته، أعرب رئيس الوزراء العراقي، عن "تطلعه إلى مزيد من تطوير العلاقات مع تركيا"، مضيفا "نحرص على تعزيز التعاون مع تركيا على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".
ووصل رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى أنقرة في مستهل زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية على رأس وفد حكومي.