وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء اﻹثيوبية، قال المتحدث باسم الشؤون الخارجية الإثيوبية السفير دينا المفتي، "إن العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا والولايات المتحدة ستستمر على أساس مبدأ التعاون والمنفعة المتبادلة"، مشيرا إلى أن "الرئيس ترامب كان لديه فهم خاطئ وموقف غير دقيق بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإثيوبية.
يقول مستشار وزير الري المصري الأسبق وخبير الموارد المائية المصري، ضياء القوصي: "مع الاتفاق أو الاختلاف حول تطلعات الجانب الإثيوبي للإدارة الأمريكية الجديدة كما جاء في تصريحاتهم، نظرا لأن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ترامب كان يعطي مصر دعم بلا حدود في الحقيقة".
وأضاف لـ"سبوتنيك"، "وقد برهن ترامب على ذلك في تغريدته التي وجهها لإثيوبيا بأن المصريين قد يفجروا سد النهضة والتي نتفق أو نختلف معها، لكنها أحدثت صدى وجدل كبير في المنطقة وكانت بمثابة إنذار قوي لأديس أبابا، لكن في كل الأحوال هذه الأمور لا تعني مصر بأي شيء".
وتابع الخبير المصري، وعن نفسي كنت أرى في تصريحات ترامب بشأن النهضة أنها غير مناسبة للوضع الراهن وغير واقعية ولا تتسق مع ما أعلنته مصر مرارا وتكرارا حول تمسكها بالعملية التفاوضية وطرحها للخيار العسكري جانبا.
وأشار إلى أن مصر سوف تسير إلى النهاية مع الاتحاد الأفريقي، إن نجح في الوصول إلى حلول مرضية، "نحن نرحب بذلك وإن لم يتم التوصل إلى حل ملزم، سوف نعود إلى مجلس الأمن والذي بدوره قد يحيل الأمر إلى محكمة العدل الدولية أو المحكمين، واعتقد أن الموقف القانوني لمصر أقوى من إثيوبيا".
من جانبه قال خبير الموارد المائية والمستشار السابق بوزارة الري السودانية حيدر يوسف، إن الإدارة الأمريكية واحدة سواء كان على رأسها الديمقراطيون أم الجمهوريون، حيث أن سياستهم الخارجية تجاه المنطقة ثابتة.
وأضاف لـ"سبوتنيك"، إن "الموقف الأمريكي تجاه إثيوبيا هو جزء من صفقة القرن بضرورة استكمال سد النهضة، وتصريح ترامب بشأن إمكانية ضرب مصر لسد النهضة حال عدم تحقيق حلول ملزمة، يؤكد أن واشنطن كانت تعلم بكل التفاصيل والخطوات قبل بدء إنشاء السد وأنه سوف يؤثر تأثيرا سلبيا على كل من مصر والسودان".
ولفت يوسف إلى أن "الولايات المتحدة وافقت على بدء الخطوات الأولى لسد النهضة في التوقيت الذي انشغلت فيه مصر أو كان هناك اضطرابات قبل عشر سنوات".
واستأنفت الأطراف الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان، مباحثات حول سد النهضة الإثيوبي برئاسة وزراء الموارد المائية في الدول الثلاث، في مطلع الشهر الجاري، حيث تولى السودان تنظيم الاجتماع.
وحث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرا، الدول الثلاث على التوصل لاتفاق حول سد النهضة، محذرا من احتمال قيام مصر "بتفجير" السد حفاظا على حقوقها المائية.
وبدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول قضية سد النهضة في مارس/ آذار 2015، والذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاث حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات، والتي رعت واشنطن مرحلة منها، لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.
وتوقفت المفاوضات بين مصر والسودان وأثيوبيا منذ أغسطس/ آب الماضي، والتي تمت تحت رعاية الاتحاد الأفريقي. ولم تنجح تلك المفاوضات في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاثة، وانتهت عقب إعلان أثيوبيا انتهاء مرحلة الملء الأول للسد.