القاهرة - سبوتنيك. الخطر الذي اعتاد مؤخرا في الظهور من الشرق وتحديداً في الجماعات الإرهابية في سيناء، أتى هذا العام من الغرب والجنوب والشمال أيضاً.
إرهاب الشرق يتراجع ولا ينتهي
الحدود الغربية في دائرة الأحداث الليبية
الحدود الغربية الممتدة، والتي لم تكن تؤرق مصر كثيرا طوال عقود، بدت مصدر إزعاج رئيسي لمصر. بدأ القلق على الحدود الغربية قبل سنوات، مع نشاط الجماعات الإرهابية شرق ليبيا وتحالفها مع جماعات مصر الإرهابية وتنفيذها لعمليات سواء عبر الحدود في مصر أو ضد مصريين في ليبيا، ولكن مع 2020 اتخذ التهديد بعدا جديدا.
فمع فشل عملية الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في الاستيلاء على طرابلس، ومع دعم كبير من تركيا لحكومة الوفاق، بدأ تقدم سريع لقوات الوفاق المدعومة من تركيا نحو الشرق، وبدأ النظام المصري يشعر بعمق الخطر الذي يمثله نجاح قوات الوفاق بالدعم التركي إذا ما أصبحت على الحدود المصرية، هنا أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حزيران/يونيو 2020، أمام اجتماع للقبائل الليبية في القاهرة، استعداد مصر للتدخل العسكري في ليبيا بطلب ليبي، وأن سرت والجفرة خط أحمر للأمن القومي المصري.
البحر المتوسط ملتقى الفرقاء
حدود مصر الشمالية، لم تمثل أي تهديد لمصر، منذ القرن التاسع عشر، عندما جاء الاحتلال الإنجليزي من البحر المتوسط، ولكن بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص، والاعتراض التركي على تلك الاتفاقية، أصبح النشاط التركي في المتوسط، وإصرارها على التنقيب عن البترول هناك، مصدر قلق دائم بالأساس بين تركيا من جهة وبين اليونان وقبرص من جهة أخرى، ولكن مصر لا تقف بعيدا عن تلك الأزمة، حيث حددت انحيازاتها في الصراع على المتوسط بما يجعلها طرفا في الأزمات التي تفجرها تركيا هناك، حتى يمكن اعتبار أن الأزمة بين مصر وليبيا امتدادا للصراع في المتوسط، لتضيف إلى خطوط التوتر الحدود الشمالية على المتوسط، وهي الأزمة التي لم تجد حلا أيضا في 2020 ويستمر ملفها مفتوحا في 2021.
الجنوب وتهديد لمياه النيل
ربما هي المرة الأولى على الإطلاق التي تواجه فيها مصر على طول تاريخها الممتد لألاف السنين مخاطر من الاتجاهات الأربعة، في نفس الوقت، ورغم المرونة والحذر اللذان تحلت بهما مصر في مواجهة تلك المخاطر، بحيث لم تتورط في معارك غير مواتية، ولم تقدم تنازلات مؤلمة، وتمكنت من تجميد الأزمات في بعض الأحيان وكسب الرأي العام العالمي في أخرى، واستطاعت السيطرة على بعض المواقف، إلا أن أيا من تلك الملفات لم يغلق في 2020، ليرث عام 2021 تركة ثقيلة من سابقه، ولكن الأهم أن مفهوم الأمن القومي المصري وحدود مصر الجيواستراتيجية لم تعد هي نفسها بعد هذا العام.