وقال خالد البطش، عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد" في بيان صحفي، إن ما أعلنته حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية عن التوصل لاتفاق يخص المصالحة والمشاركة، يأتي خارج سياق الاتفاق الذي تم في اجتماع الأمناء العامين، وعليه فإن ما تم الإعلان عنه قيد الدراسة والتقويم.
وأضاف البطش:
نحن بحاجة إلى تحقيق شراكة وطنية حقيقية نواجه بها العدو ومخططات الإدارة.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد رحب برسالة حركة "حماس" قبل أيام بشأن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية، من خلال انتخابات ديمقراطية، شاكرا مصر على رعايتها المصالحة.
مسار إجباري
الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، قال إن "تحقيق المصالحة أمر في غاية الضرورة وممر إجباري لكل الشعب الفلسطيني فلا أمل لنا بإقامة الدولة أو بناء المؤسسات الوطنية إلا بالوحدة والمصالحة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "أول خطوة في ذلك إجراء الانتخابات لطي صفحة الماضي بما فيها من انتكاسات وأيام سوداء أدت إلى تراجع القضية الفلسطينية في كافة المسارات".
وتابع:
يجب إصدار المراسيم الرئاسية لتحديد مواعيد إجراء الانتخابات بالسرعة الممكنة، وإجراء المشاورات اللازمة والضرورية لضمان إنجاحها، ولا ينبغي التأخير في اجتماع القيادة السياسية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وحول الانتقادات التي وجهها قادة بعض الفصائل بشأن إجراء الانتخابات تحت مظلة أوسلو، أكد شعث أن "انتخابات المؤسسات الوطنية الفلسطينية خاصة المجلس الوطني الفلسطيني كانت تنعقد قبل أوسلو ولا علاقة لها بأوسلو، فالانتخابات النقابية والاتحادات وغيرها كانت تجري داخل الوطن وخارجه قبل اتفاق أوسلو وبعده رغم وجود الاحتلال".
واستطرد: "بعد توقيع اتفاق أوسلو تشكل المجلس التشريعي الفلسطيني رغم رفض الاحتلال لذلك، وحتى لو جاء المجلس التشريعي من خلال اتفاق أوسلو أو غيره فهو بدون شك يمثل رمزًا من رموز القرار السياسي والسيادي الفلسطيني على طريق بناء مؤسسات الدولة".
ودعا شعث كافة القوى السياسية الفلسطينية للانخراط في المصالحة وتشجيعها والمشاركة في العملية الانتخابية الديمقراطية.
موقف مبدئي
من جانبه، قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، إن "موقف حركة الجهاد موقف مبدئي من الانتخابات التشريعية".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه المواقف تنبع من مبدأ عدم المشاركة في انتخابات تحت سقف أوسلو، فالموقف لا جديد فيه ولكن لو جرت انتخابات للمجلس الوطني ستشارك (الجهاد) بكل تأكيد".
وتابع:
الجهاد ليست ضد المصالحة ولكن هي لا ترى أول الخطوات وهو ترتيب البيت الفلسطيني، ثم بعد ذلك يمكن تحقيق المصالحة دون المشاركة في الانتخابات التشريعية.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، قال إن هناك اتصالات مستمرة تهدف لتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية مع حركة فتح، وذلك في وقت تواجه فيه المصالحة بين الحركتين تعثرات منذ الشقاق الذي وقع في عام 2007.
وقال هنية في بيان وصل وكالة "سبوتنيك" نسخة منه إن هناك مساع جديدة لاستئناف الحوار الوطني من أجل إنجاز المصالحة "والتي نعتبرها حجر الزاوية والركن الأساس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوقنا في الأرض والمقدسات والعودة".
وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس: "إننا في حركة حماس نجري اتصالات داخلية وخارجية من أجل إنجاح هذه الجهود والتحركات لاستكمال ما بدأناه من خطوات في حوارنا مع الإخوة في حركة فتح والفصائل الوطنية والإسلامية لإنجاز متطلبات الوحدة عبر إعادة بناء المؤسسات القيادية الفلسطينية، سواء منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية على قاعدة الشراكة والتوافقات الوطنية وفق إرادة الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة في الداخل والخارج عبر انتخابات حرة ونزيهة".