وأضاف نصر الله أن الأحداث التي جرت في الولايات المتحدة مؤخرا خطيرة جدا وسيكون لها تداعيات على مستوى العالم.
كما وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب بـ"المختل" محذرة من إمكانية شنه ضربة نووية.
فهذه التصريحات، التي كشفت فيها بيلوسي عن تواصلها مع المسؤولين، للتأكد من أن "الرئيس ترامب لن يكون قادراً على استخدام الرموز النووية"، أعاد طرح المسألة بصورة جدية هذه المرة.
الرموز
وفقاً لكتاب "Breaking Cover" الذي نشره المدير السابق للمكتب العسكري للبيت الأبيض، بيل غولي، في عام 1980، تحوي الحقيبة الجلدية التي يبلغ وزنها 20 كيلوغراماً، مجموعة من الأدوات والملفات التي تساعد على سرعة اتخاذ قرار شن هجمات نووية، وهي: خيارات الرد، والمواقع التي يُمكن قصفها، ووصف لإجراءات نظام الطوارئ، وبطاقة تحمل الرموز النووية.
ورغم أن القانون الأمريكي يمنح الرئيس سلطة حصرية لشن ضربة نووية، لكن إعطاء الأمر يحتاج إلى رموز تحديد الهوية، للتأكد من أنه هو الذي يعطي هذا الأمر.
ويُطلق عليها "رموز الذهب"، وهي عبارة عن أرقام وحروف يتم وضعها على بطاقة تُسمى "بسكويت"، وهي منفصلة عن الحقيبة النووية، يحتفظ بها الرئيس الأمريكي طوال الوقت.
كرة القدم النووية
وفي أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وفي خضم الحرب الباردة، تساءل الرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي: هل يمكنني إصدار تعليمات لشن ضربة نووية بشكل فوري؟ وكيف يمكن للشخص الذي يتلقى تعليماتي التحقق منها؟
ولحل هذه الإشكالية، أنشأ المسؤولون العسكريون حقيبة سُميت "كرة القدم النووية"، من شأنها أن تمنح الرئيس وسيلة لتلقي المعلومات بسرعة، والسماح بتنفيذ هجوم نووي.
ووفقا لموقع "atomicheritage.org"، ظهرت الحقيبة لأول مرة في يد ضابط عسكري في 10 مايو/أيار 1963، عندما كان الرئيس كينيدي في رحلة إلى ماساتشوستس، وحملت خطة الحرب النووية في ذلك الوقت رمز "Dropkick"، وهي كلمة يشير معناها إلى طريقة شائعة لركل الكرة، ومن هنا جاء لقب الحقيبة، التي لا تفارق الرئيس الأمريكي أبداً.
ماذا يوجد بداخل الحقيبة
وعلى عكس ما يعتقد البعض، لا تحتوي الحقيبة على أزرار تُتيح للرئيس إطلاق مئات الرؤوس النووية المنتشرة على صواريخ بالستية عابرة للقارات، وصواريخ بالستية تطلق من الغواصات، وقاذفات استراتيجية، بل كل ما تحويه، عبارة عن أدوات اتصال، ورموز، وخيارات للحرب النووية.
كيف يصدر الأمر
لكن قبل الشروع بالأمر العسكري، على الرئيس عقد اجتماع مع المستشارين العسكريين والمدنيين في البيت الأبيض، لبحث خيارات الهجوم النووي، لكن في حال كانت صواريخ العدو تتجه نحو الولايات المتحدة، يمكن أن تستمر المشاورات 30 ثانية فقط عبر الهاتف، وفي الحالات الأخرى الأقل خطورة، قد يحاول بعض المستشارين تغيير رأي الرئيس أو الاستقالة احتجاجاً، لكن في النهاية، يجب على البنتاغون الامتثال لأمر القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتمنح الحقيبة النووية الرئيس الأمريكي إمكانية اتخاذ القرارات أينما كان، إذ في ظل وجود خطة طوارئ كاملة متوفرة في الحقيبة للحالات النووية، لا يحتاج بالضرورة إلى التواجد الفوري مع قادة الجيش، إذ يمكنه إجراء الاتصالات من خلال خط ساخن، خاضع لإجراءات حماية شديدة.
التأكد من هوية الرئيس
وتقوم غرفة العمليات بإعداد أمر الإطلاق، وهي رسالة تحتوي على خطة الحرب المختارة، والوقت المناسب، والرموز اللازمة لفتح الصواريخ قبل إطلاقها، وتتألف هذه الرموز من حوالى 150 حرفاً فقط، وهكذا تكتمل عملية إعطاء الأمر للقوات التي حددها الرئيس، والموكلة بإطلاق السلاح النووي.
وعندما يتخذ الرئيس قراره، قد يعترض شخص مثل قائد الأسلحة الاستراتيجية، ويشير للرئيس إلى وجود خيارات أخرى غير نووية للتعامل مع ذلك الخطر.
لكن "بإمكان الرئيس تجاهل النصيحة، والإصرار على تنفيذ قراره. وحينها سينفذ القادة العسكريون أمره".
يوم تنصيب الرئيس
في 20 يناير/كانون الثاني 2017، وبعدما أدى ترامب اليمين الدستورية، تقدم العسكري الذي يحمل الحقيبة، وانتقل من جانب الرئيس السابق باراك أوباما إلى جانب الرئيس الحالي دونالد ترامب. ويتناوب عادة على حمل الحقيبة واحد من خمسة مساعدين عسكريين، يمثلون كل فرع من فروع الجيش الأمريكي.
وصرح البنتاغون لموقع "بزنس إنسايدر"، أن هناك خطة مجهزة لهذا السيناريو، لكنه لم يكشف تفاصيلها.
وقال ستيفن شوارتز، وهو باحث في نشرة "علماء الذرة"، أجرى أبحاثاً عدة حول "كرة القدم النووية"، إن لدى "البنتاغون 3 حقائب للطوارئ على الأقل، للرئيس، ونائب الرئيس، وثالثة احتياطية في البيت الأبيض، لشخصية مُحددة مسبقاً، في حال وقوع حادث طارئ للرئيس ونائبه".
ورجّح شوارتز احتمال أن يجهز البنتاغون، في حالة غياب ترامب عن حفل التنصيب، حقيبة أخرى لتسليمها لبايدن بمجرد أدائه لليمين الدستورية، وفي تلك اللحظة ستنتهي سلطة ترامب في القيادة والسيطرة النووية.
في حين توقع هانز كريستنسن، خبير الأسلحة النووية، أن تشبه خطة البنتاغون المُفترضة، الخطط الموضوعة للحالات التي يموت فيها الرئيس فجأة، أو أن يُصبح عاجزاً، إذ تنتقل سلطة القيادة والسيطرة النووية وجميع المعدات المصاحبة على الفور إلى نائب الرئيس.