وأعلن الجيش السوري أن القوات الإسرائيلية شنت عدوانا على مدينة دير الزور ومنطقة البوكمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أنه يجري تدقيق نتائج العدوان.
وقال مراقبون إن "سوريا سترد رسميًا على هذه التحركات الإسرائيلية، سواء باللجوء للمجتمع الدولي، أو الرد ميدانيًا بطرد الميلشيات الإرهابية المتواجدة على الأراضي السورية بدعم أمريكي وإسرائيلي".
قصف إسرائيلي جديد
قال مصدر أمني رفيع المستوى لوكالة "سبوتنيك"، إن الدفاعات الجوية السورية تتصدى لعدوان استهدف عدة مواقع في دير الزور وريفها الغربي والشرقي.
وأفاد المصدر بأن الأنباء الأولية تشير إلى أن العدوان ناجم عن صواريخ أطلقتها طائرات من داخل الحدود العراقية، مؤكدا أن فرق الإطفاء والدفاع المدني في مدينة دير الزور تهرع لإخماد حرائق نجمت عن العدوان، ولا معلومات عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن.
ونقلت الوكالة على لسان مصدر عسكري أنه "في تمام الساعة 1،10 من فجر اليوم، قام العدو الإسرائيلي بقصف جوي على مدينة دير الزور ومنطقة البوكمال، ويتم حالياً تدقيق نتائج العدوان".
وذكرت الوكالة السورية أن بعض مناطق مدينتي دير الزور والبوكمال الواقعتين شرقي سوريا على الحدود مع العراق، تتعرض لـ"عدوان إسرائيلي" دون ذكر مزيد من التفاصيل.
رد سوري
العميد عبد الحميد سلهب، الخبير الاستراتيجي والعسكري السوري، قال إن "ما حدث أمس من قصف إسرائيلي على مدينة دير الزور ومرافق عسكرية للجيش السوري هو عدوان سافر وصارخ على الدولة السورية والجيش السوري".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "العدوان الإسرائيلي يأتي بتنسيق أمريكي، ضمن عمليات دعم التنظيمات والمجموعات الإرهابية المتقاتلة على الأراضي السورية، سواء كانت هذه الهجمات العدوانية على دمشق أو سواها من الأراضي السورية".
وبشأن الرد السوري المتوقع على هذه العمليات العدوانية، قال: "سوريا ترد بشكل عملي من خلال القضاء على هذه المجموعات الإرهابية، في كل بقاع الأراضي السورية، ومن المحتمل أن يكون الرد مباشرًا على الكيان الصهيوني، الذي تمادى بشكل كبير في الآونة الأخيرة ضد الدولة والشعب السوري".
واستطرد: "هذا العدوان الإسرائيلي تم بتنسيق المعلومات والاستطلاع مع القوات الأمريكية في منطقة التنف، والطائرات مرت من فوق الأردن وصولا إلى التنف ومن ثم توجيه ضرباتها، والخسائر قليلة جدا رغم موجاتها المتعددة".
واقع جديد
من جانبه قال السياسي السوري، الدكتور علي الأحمد، إن "الهجمات الإسرائيلية المتكررة تأتي في سياق محاولات الاحتلال استغلال الفترة المتبقية قبل استلام بايدن الحكم الأمريكي، ورحيل ترامب".
بدوره قال المحلل السياسي السوري، فريد سعدون، إن "هناك مرحلة انتقالية قبل تسلم إدارة الرئيس الأمريكي بايدن الحكم، وتشكيل إدارة جديدة، ربما تكون مختلفة كليًا عن إدارة ترامب، فهي مرحلة الفرصة الضائعة، وتحاول كل دولة لديها أجندات أن تحققها قبل ذلك، لتحقيق مكاسبها".
وأضاف سعدون في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك"، أن "هناك العديد من المؤشرات على ذلك، منها التصعيد الإسرائيلي في سوريا، وكذلك دخول غواصة إسرائيلية لمياه الخليج للضغط على إيران، واستغلال المواقف لترسيم الحدود البرية والبحرية مع لبنان".
وتابع المحلل السياسي السوري: "إسرائيل تحاول أن تستغل هذه الفترة التي ربما لن تتكرر مرة أخرى لتعزيز موقفها التفاوضي، والضغط من أجل مصالحها في المرحلة المقبلة، فهناك وقت ضائع يحاول الجميع استغلاله".
وسبق أن نفذت إسرائيل مئات الغارات خلال السنوات الأخيرة على أراضي سوريا بحجة أنها تستهدف قوات موالية لإيران.
