وكشفت الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من دورية "أمريكان نتشرليست"، كيف تبحث الخنفساء عن فأر أو طائر ميت، وتحفر حفرة وتدفنه بها، وتنتف فروه أو ريشه، وتلف لحمه على شكل كرة وتغطيه بمادة لزجة، كل ذلك لإطعام نسلها المستقبلي.
يقول الباحثون إن هذه المادة اللزجة، تفعل أكثر من مجرد تحلل بطيء للطعام، حيث تعمل أيضا على إخفاء رائحة تحلل الطعام، وتُساعد على ظهور رائحة أخرى، وفقا لوكالة "أسوشتيد برس".
وصرح ستيفن ترومبو، قائد فريق البحث، أن "الرائحة التي تصدرها المادة اللزجة تساعد على إخفاء موارد الخنافس المستقبلية عن الآخرين، وتنفر المنافسين الذين قد يبحثون عنها".
وأوضح ألكسندر فيغيريدو، عالم الأحياء في جامعة "زيوريخ" السويسرية الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، أن "معرفة هذه التفاعلات مهمة لمعرفة كيف تستطيع الخنافس مواجهة المنافسة الشرسة في مجال البحث عن الجثث، واستخدامها لتأمين الغذاء".
وأكدت الدراسة أنه توجد منافسة شرسة بين الخنافس التي تدفن، والتي تستخدم هوائيات خاصة للكشف عن البقايا من بعيد.
Beetle keeps rivals off scent of food buried for offspring https://t.co/xERVY0xct9 pic.twitter.com/edpNkvLiFN
— Paul McCullough (@ThePostsynaptic) January 18, 2021
وأشارت إلى أن خنافس الدفن كبيرة نسبيا، ويبلغ طولها حوالي بوصة واحدة، وهي سوداء مع علامات برتقالية، وإفرازات القناة الهضمية اللزجة التي تنشرها على الجثث مضادة للجراثيم، وتبطئ التحلل. وتساءل الفريق البحثي عما إذا كانت هذه الإفرازات تمنع أيضاً المنافسين من التقاط الرائحة.
وقام الباحثون، بجمع الغازات المنبعثة من الفئران الميتة الخالية من الشعر المحفوظة بواسطة نوع من خنفساء الدفن الموجودة في الغابات في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، ومقارنتها بتلك التي تنبعث من جثث لم تمسها الخنافس.
وتبين أن الجثث المعدة بواسطة الخنافس، تعطي كمية أقل بكثير من مركب رائحة البصل الذي عادة ما يجذب المنافسين، بالإضافة إلى زيادة في غاز آخر معروف بردع الحشرات الأخرى التي تتغذى على الحيوانات النافقة.