قبل أن يعدن إلى منازلهن في سنجار الذي شهد إبادة المكون الإيزيدي على يد "داعش" في مطلع أغسطس/آب 2014، غربي مركز نينوى شمالي العراق، أقدمت كثيرات منهن على الانتحار بعد سنوات من النزوح القاسي مع البرد القارص والفقر الشديد.
وبينت سفر أن حالات الانتحار أربع منها فتيات شابات، والحالة الخامسة شاب، وجميعهم من أبناء الديانة الإيزيدية.
وأوضحت، أن السبب الرئيسي لارتفاع حالات الانتحار في مخيمات النازحين، هو الوضع الذي يمر به النازحون، والظروف الصعبة في المخيمات لاسيما وقد مرت أكثر من 6 سنوات وهم في المخيمات التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة والاحتياجات اليومية.
وأضافت سفر بقولها: "النازحون في المخيمات يعانون من وضع نفسي سيء وكذلك الفقر الذي يعد عاملا وسببا لتزايد حالات الانتحار".
وتناشد سفر الحكومة العراقية الاتحادية، وإقليم كردستان، والمنظمات الدولية للالتفات والاهتمام أكثر للمخيمات، معبرة: "لاحظنا تهميش واضح للمخيمات بداية من العام الجاري، علما ً أن أكثر من 70% من الإيزيديين يسكنون في هذه المخيمات ويرفضون الرجوع إلى سنجار".
ونوهت رئيسة منظمة داك لتنمية المرأة الإيزيدية، في ختام حديثها إلى أن مراكز التأهيل والرعاية النفسية التي كانت منتشرة في المخيمات بدأت تدريجيًا بالانسحاب ولم تعد متوفرة.
وكشف مصدر من داخل سنجار، لـ"سبوتنيك" أن واحدة من الفتيات المنتحرات أقدمت على إحراق نفسها، واثنتان أقدمتا على شنق نفسيهما، ضمن حصيلة انتحار مستمرة منذ اليوم الأول لسبي بنات المكون الإيزيدي على يد عناصر "داعش" الإرهابي وإبادة ذويهن في عام 2014.
وبحثت وزيرة الهجرة والمهجرين رئيسة لجنة دراسة أسباب حالات الانتحار، إيفان فائق جابرو، خلال مباحثات مع قائممقام قضاء الشيخان بمحافظة نينوى شمالي البلاد، سردار شيخ يحيى، مؤخراً، أسباب حالات الانتحار ووضع الحلول اللازمة ومعالجتها وتحشيد الدعم المحلي والدولي للحد منها خصوصا في مخيمات النازحين، فضلا عن مناقشة تقديم المساعدات للعائلات النازحة في المخيمات.
ولفتت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إلى أن الخطة الوطنية قدمت حلولا ضمنها إعادة إعمار المناطق المدمرة لاسيما مناطق الإيزيديين كونهم حالة خاصة واستثنائية لتعرضهم إلى مآسٍ على يد عصابات "داعش" الإرهابية، مردفة بالقول إن "الوزارة لا تتحمل مسؤولية عودة العائلات النازحة التي تعرضت منازلها للتفجير والهدم ".
يذكر أن في الثالث من أغسطس/ آب2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، غربي الموصل، مركز نينوى، شمالي العراق، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.