بيروت- سبوتنيك. وكان وزير الاقتصاد اللبناني راوول نعمة، قد وصف القرار بالصعب، مشيرا في بيان له أنه "كان لا بد من اتخاذ هذا القرار، كي لا تقفل الأفران أبوابها وتتوقف عن صناعة الخبز".
أما عن سبب ارتفاع ثمن ربطة الخبز، فيعود بحسب نقيب الأفران والمطاحن في لبنان، علي إبراهيم، إلى "ارتفاع سعر القمح عالميا". وقال إبراهيم، لوكالة "سبوتنيك"، إنه "عندما يرتفع سعر القمح عالميا فمن الطبيعي أن ترتفع سعر ربطة الخبر، لأن الطحين ارتفع سعره".
وأضاف: "الطحين كان سعره 684 ألف ليرة أما اليوم يسلم للأفران بمليون و50 ألف ليرة، وسعر القمح ارتفع عالميا، والمطاحن رفعت الأسعار وسعر صرف الدولار يلامس الـ 9 آلاف ليرة لبنانية".
وتابع إبراهيم قائلا: "نتفهم وجع الناس لأننا منهم، ونحن عمال بشرطية بصناعة الرغيف، ويقولون إن الخبز قوت الفقير، ولكن هذه شماعة يعلقون عليها قصة الرغيف، هناك بعض المواد إرتفعت أسعارها 10 مرات، ربطة الخبز ارتفعت 500 ليرة، لا يحملوا وزر هذا الأمر للأفران لأنها لا علاقة لها بالموضوع".
ويتخوف متابعون في لبنان من تفلت سعر الخبز وأن يكون هذا القرار مقدّمة لرفع الدعم تدريجيا عن المواد الأساسية.
كما أكد من جانبه، الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي خالد أبو شقرا لـ"سبوتنيك": أنه "لا يوجد أي مبرر لرفع سعر ربطة الخبز".
وأشار إلى أن "الدولة لا تزال تدعم 90 % إستيراد القمح والطحين بالدولار من الخارج، ولم يرفع الدعم عن المازوت، والقمح والمازوت يشكلون أعلى كلفتين في صناعة الرغيف اللبناني، وبالتالي لا يوجد مبرر فعلي لرفع سعر الرغيف، خصوصا أن سعر الدولار لم يرتفع بشكل كبير، الذي كان يتداول فيه 8000 و8500 ليرة واليوم 8900 للدولار الواحد، وبالتالي هذا ليس بالارتفاع الكبير ليتم رفع ربطة الخبز، أو تخفيض وزنها إلى 930 غرام".
ورأى أبو شقرا، أن "ارتفاع ربطة الخبز سيؤثر كثيراً، لأنه إذا أخذنا دراسة البنك الدولي التي تقول أن 55 % من اللبنانيين تحت خط الفقر، و25 % منهم تحت خط الفقر المدقع، يعتاشون على 6000 ليرة لبنانية في اليوم، ومتوسط عدد أفراد العائلة في لبنان 5 أفراد وقد يصل إلى 6 وبالتالي يحتاجون ربطتين خبز باليوم، وبالتالي سيدفعون 5 آلاف ليرة لبنانية على الخبز من أصل 6 آلاف مدخول يومي، وبالتالي هذه تشكل كارثة حقيقية على كل المستويات".
وأضاف قائلاً: "وإذا أردنا قياس سعر ربطة الخبز في لبنان على الحد الأدنى للأجور والذي هو 375 ألفا، الدفع على الخبز يومياً 23 أو 24% من الدخل، وهذا رقم كبير بكل المقاييس والمعايير".
وأكد أبو شقرا على أن "رفع الدعم عن بقية السلع سيحصل في المستقبل بشكل لا مفر منه، وسيؤدي إلى ارتفاع بسعر مختلف المواد والسلع الغذائية، على الرغم من أن المرحلة الأولى التي يتحدثون عنها سيستمر الدعم على الطحين، ولن يخففوا الدعم كثيراً على المازوت على عكس البنزين مثلاً، إنما هذا الأمر لا يمنع ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع بقية مكونات السلع من نايلون وورق ونقل وغيرها".