وأوضحت المجلة الأمريكية أن التدريبات العسكرية الروسية تسلط الضوء على نهج روسيا الجديد فيما يتعلق بالغواصات العسكرية التي تتحرك تحت الماء، مشيرة إلى أن اثنين من القاذفات الروسية بعيدة المدى طراز "تو - 142" قامتا بواحدة من أطول الطلعات الجوية في المجال الجوي الدولي خلال شهر مارس/ أذار الماضي.
وتابعت "انطلقت القاذفتان من شمال روسيا حول النرويج والمملكة المتحدة وواصلتا التحليق حول أوروبا إلى أن وصلتا قبالة السواحل الإسبانية قبل أن تعودا إلى قواعدهما.
وقالت المجلة إن روسيا تمتلك واحدة من أقوى القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى في العالم، مشيرة إلى أن قاذفات "تو - 142 إس" تمتلك مدى طيران نحو 14 ألف كيلومترا، وهو ما يمكنها من قطع مسافات هائلة دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.
وتقول المجلة إن تلك المهمة وطلعات جوية أخرى تنفذها تلك الطائرات وطائرات أخرى من القاذفات الروسية بعيدة المدى تمكن روسيا من مراقبة تحركات غواصات حلف شمال الأطلسي في المياه الدولية وتبقى عين روسيا يقظة على تحركاتها.
وتعد "توبوليف - 142" طائرة سوفييتية روسية بعيدة المدى مضادة للغواصات، تم تطويرها على أساس طائرة الاستطلاع "تو - 95".
ويتم تدربت أطقم تو-142 على مهام الطيران فوق التضاريس الخالية من المراجع، والإجراءات المنسقة في غياب التحكم بالرادار، بالإضافة إلى التدريب على الطيران في منطقة البحر البعيد.
تاريخ قاذفات "تو - 142" صائدة الغواصات النووية
في 18 يونيو/ حزيران 1968، أقلع طاقم الطيار المختبر، إيفان فيديرنيكوف، لأول مرة بالطائرة المضادة للغواصات "تو-142" بعيدة المدى.
ظهرت الطائرة الجديدة في خضم الحرب الباردة، ولعدة عقود أصبحت الوسيلة الرئيسية لردع الغواصات المزودة بالصواريخ النووية.
في مطلع 1950-1960 من القرن الماضي، بدأت غواصات الصواريخ الاستراتيجية في الظهور في القوات البحرية الأمريكية. مما سمح لها الضرب بالصواريخ النووية عمليا أي مكان في الاتحاد السوفيتي، وهي على مسافة كبيرة من حدود الاتحاد السوفيتي.
لذلك احتاج الجيش السوفيتي إلى طائرة يكون مدى رحلتها على الأقل ضعف مدى الطائرة "إيل-38" التي كانت في ذلك الوقت واحدة من الطائرات الرئيسية المضادة للغواصات في الطيران البحري الداخلي.