ظهر هيكل مميز وجميل، الصيف الماضي، أثناء ترميم حانة "Cervecería Girald" في مدينة إشبيليا الإسبانية، ما شكل صدمة للعمال بسبب غرابة المشهد المميز الذي ظهر في جدران الحانة، حيث ظن الجميع أنه مجرد معجون جدران قديم.
وبحسب الصحيفة، قام المهندس المعماري، فيسانت ترافير، سابقا بتحويل المبنى القديم إلى فندق، وأخفى حماما عربيا أثريا رائعا يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، إلى أيام الخلافة الموحدية التي حكمت الأندلس في تلك الفترة.
وساهم تحويل الحمام إلى فندق بالحفاظ على جميع تفاصيل الجدران والخزفيات التي تمت تغطيتها لمئات السنين تحت طبقات من الأجص، ليتم تحويل المكان لاحقا إلى خانية، "من مكان لسكب المياه إلى مكان لشرب المياه".
وكشفت أعمال التنقيب عن جداريات عالية الجودة تنفرد بها الأبنية الإسبانية التي شيدت في تلك الحقبة، ويقول ألفارو خيمينيز، عالم الآثار الذي أشرف على العمل: "أهم شيء هو أننا أدركنا أن الحمام مطلي بالكامل، من أعلى إلى أسفل، بزخارف هندسية عالية الجودة".
وأضاف: "تم حفظ قطع كبيرة على الجدران والسقوف المقببة. هذا هو الحمام العربي الوحيد الباقي بزخرفة متكاملة؛ حتى الآن، كانت النماذج الوحيدة المعروفة قد رسمت فقط على الألواح".
واعتبر عالم الآثار أن هذا الاكتشاف شكل "مفاجأة كاملة"، وأنه يقدم معلومات عن الشكل الذي بدت عليه الحمامات العربية في الأندلس بتلك الفترة.
كشفت أعمال الترميم عن 88 فتحة سقف بأشكال وأحجام مختلفة، مثل النجوم وعن التصميمات المفصصة والأشكال الثمانية، والتي تعد مجتمعة أكثر تفصيلاً من الزخارف الموجودة في الحمامات العربية الأخرى من نفس الفترة.