الاختلافات الموجودة في السياسة الأمريكية تجاه التعامل مع طهران، دفع البعض لطرح تساؤلات عدة بشأن السياسة التي يمكن لبايدن اعتمادها في نهاية المطاف للتعامل مع إيران.
وقع 140 عضوا في مجلس النواب الأمريكي على رسالة، تحث إدارة الرئيس جو بايدن على التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران.
ويدعو النواب إلى التوصل إلى اتفاق أو عدة اتفاقات، من شأنها استعادة القيود على برنامج إيران النووي وكبح برنامج طهران للصواريخ الباليستية والتعامل مع "سلوكها الخبيث" في منطقة الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، أبدت واشنطن اهتمامها بإجراء مباحثات مع إيران بمشاركة السداسية الدولية التي توصلت إلى الاتفاق مع إيران في 2015. ولكن ترى طهران أن ليس من المناسب عقد اجتماع غير رسمي حول برنامجها النووي.
سياسة لم تتبلور
الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "الولايات المتحدة الأمريكية فرضت كل ما في إمكاناتها من عقوبات وضغوط خلال فترة دونالد ترامب، لكن لم تؤثر هذه الضغوط على إيران".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "البعض تصور في فريق جو بايدن أن بإمكانهم الاستمرار في السياسات العقابية التي اتخذها ترامب، من أجل الحصول على امتيازات من إيران".
وتابع: "لكن وجد هذا الفريق أن الإيرانيين شرعوا في جني ثمار مقاومتهم لهذه العقوبات، وأن التهديدات لم تعد تخيفهم، لذا يبدو أن أمريكا بصدد تغيير في استراتيجيتهم".
وعن السياسة التي سيتبعها بايدن، قال: "سياسة بايدن الخارجية عامة، وتجاه إيران خاصة لم تتبلور لحد الآن، وهو الآن يصب كافة اهتماماته بالمشاكل الداخلية الأمريكية".
رؤى مختلفة
من جانبه قال محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، إن "هناك اختلافات نوعا ما داخل الإدارة الأمريكية، حول قضية صنع القرار مع إيران".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الاختلافات حول بدء الإجراءات العقابية فورًا، أم يجب التمهل حتى تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، لكن الاتفاق يبدو على توقيع عقوبات جنبًا إلى جنب مع فتح الطرق الدبلوماسية".
وأكد أن "من المحتمل أن يكون هناك وسيط أوروبي لفتح قناة مباحثات بين إيران وأمريكا، والدولة الراعية من الممكن أن تكون فرنسا أو سلطنة عمان أو قطر".
وعن مطالب الكونجرس بالتصعيد، قال: "أعضاء الكونجرس يتخذون موقفًا حاسمًا ويقولون إن لابد من عقد اتفاق جديد مختلفًا عن اتفاق 2015، وذلك لأن الأوضاع الاستراتيجية في الإقليم الآن تغيرت عن الأوضاع في 2015".
وأشار إلى أن "الكونجرس يطالب بشروط ثلاثة وهي إدراج البرنامج الصاروخي الباليستي، ومنع إيران من امتلاك أي سلاح نووي، ومناقشة الدور الإيراني في الإقليم مع وجود مراقبين وشركاء في الإقليم في أي طاولة (إسرائيل - السعودية - الإمارات)".
واستطرد: "كل هذه الضغوط على بايدن حتى لا يصل إلى اتفاق سهل ومريح يخدم إيران ويخرجها في صورة المنتصر، لذلك بايدن لم يرفع العقوبات ولن يبدأ في إجراءات عملية تجر إيران إلى طاولة المفاوضات إلا بأن يكون إحدى عينيه على الاتفاق والأخرى على الأصوات المتصلبة جدا في الكونغرس".
وقبل أيام أعلنت واشنطن إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وكشف الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة وحلفائها يمكن أن يعملوا ضمن إطار دبلوماسي يوفر "تخفيفا محدودا" للعقوبات على طهران مقابل إعادة القيود الدائمة التي يمكن التحقق منها على البرنامج النووي لدى إيران، وفقا للشرق الأوسط.
وبدأت طهران، الأسبوع قبل الماضي، تقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية، بعد انقضاء المهلة لرفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني قبل ثلاث سنوات.
وألغت الولايات المتحدة الأمريكية، إعلان الرئيس السابق، دونالد ترامب، إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.