من هنا استوحت مصممة الجواهر الإماراتية، وردة الجنيبي، فكرتها في قلادة آنزو.. بعد أن ربطت بين خفاش كورونا وخفاش السومريين في الماضي، رغبة منها في التعبير عن حالة الإرباك الذي أثاره فيروس كورونا وأطلقه خفاش وغير حياة ومصائر البشر في العصر الحديث، كما فعل آنزو قديماً.
تقول الأسطورة: "لقد أطال آنزو التحديق إلى الآلهة، وعزم في النهاية على اغتصاب سلطة إنليل.. قال الخفاش: "سوف آخذ لنفسي ألواح الأقدار التي يمسك بها، ولسوف أتحكم بمقادير كل الآلهة.. سوف يكون العرش لي وأكون سيد الشعائر، وستكون لي السلطة على كل واحد من آلهة".. لقد دبر آنزو في سره خطة للتمرد، وعند مدخل القاعة الذي كان يتلصص منه، انتظر طلوع الصباح، فلما بدأ إنليل يأخذ حمامه الصباحي في الماء المقدسة، وبعد أن خلع ثيابه ووضع تاجه على العرش، انقض آنزو واختطف ألواح الأقدار، استولى على قوة إنليل".
هذه كانت الأسطورة.. فماذا تقول الفنانة وردة الجنيبي لوكالة "سبوتنيك"؟
الجنيبي: "اختيار شخصيه آنزو لعمل فني هو بسبب الإرباك الذي أثاره فيروس كورونا بعد القصص المتداولة عن أن إطلاقته كانت بخفاش.. خفاش غير حياة و مصائر البشر في عصرنا، وكأن آنزو السومري عاد واستولى ثانية على ألواح القدر".
وتضيف لسبب أن التاريخ كان حاضرا في كل منقوشاتها على المجوهرات.. "كوني في منطقة تعد من أعرق المناطق التاريخية وتمتلك إرثا فنيا كبيرا جدا، وعدة مدارس مثل السومرية والأكادية والآشورية والفينيقية.. فقت استلهمت أفكاري من التاريخ ونقشتها على معادن ثمينة اشتهرت شبه الجزيرة العربية بغناها بها، في حرفة أجمع بها بين الماضي والحاضر".
ولم تكن الجنيبي مجرد مصممة عابرة، بل اتخذت من حبها للتاريخ زاداً يرفدها في مجال تصميم الحُلي المستوحاة من الحضارات القديمة، حيث تحمل كل قطعة من تصميمها فلسفة تاريخية محددة تسرد قصة معينة، ويكون لهذه القطعة رونقا خاصا، منها ما أعتبرتها نجاحا إذا أعجبت طالبها.. ومنها تكون مكانتها قلبية تحتفظ بها لنفسها، على حسب تعبيرها.
وعن سبب عرض أعمالها التاريخية في السوق الخليجية تجيب وردة: "أصيغ الحضارة الآشورية والبابلية والسومرية والأكادية وحضارة دلمن والساحل العماني وحضارة أم النار والمليحة وصاروق الحديد.. وجميع هذه المناطق اشتركت في حيز ثقافي ديني وفني واحد، وكانت تأثر وتتأثر في بعضها، وكانت منطقة المليحة وصاروق الحديد ودلمون تعد من أهم الموانئ المصدرة والموردة للبضائع المباعة في سومر وأكاد وغيرها من الممالك الشمالية".
وتوضح: "لذلك إن عرض هذه الحضارات في السوق الخليجية هو جمع لحضارة واحدة وليس لعدة حضارات نمت في مناطق جغرافية مختلفة، وكان هناك تأثير واحد وأساليب فنية تختلف مع النشاط التجاري، فمثلا عندما قامت سفن الساحل العماني بالإبحار باتجاه مناطق الخامات لاحضار الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة، برز فن صياغة الذهب، مثلا.. فهذه جميعها كانت مدرسة واحدة ولكل منطقه كان لها دورا فنيا أو تجاريا".
وتختم بالقول، "بخصوص مشاريعي.. لا توجد لدي أي مشاريع في الوقت الحالي، بل لدي عدة أهداف أرجو من الله أن يوفقني في إنجازها بنجاح".