جاء ذلك في كلمة متلفزة وجهها المنفي، مساء اليوم الجمعة، للشعب الليبي، بعد يومين على منح مجلس النواب، الثقة للحكومة الجديدة برئاسة عبد الحميد دبيبة.
بدأ المنفي كلمته بتهنئة الليبيين بمنح مجلس النواب الثقة لحكومة الوحدة الوطنية "في جلسة تاريخية بعد طول انقسام".
ودعا المنفي الليبيين إلى "طي صفحات الماضي المؤلمة والانطلاق في مسيرة السلام لاستكمال بناء دولتنا الديمقراطية، دولة تُحفظ فيها الحقوق والحريات وتُصان من خلالها كرامة المواطن ويسمو فيها القانون عما سواه".
وقال إنه وفي ظل المهام الموكلة إلى مجلسه فسوف يعمل "على تعزيز السلم واستدامته وإفساح المجال لدعم مسار 5+5 العسكري بُغية توحيد المؤسسة العسكرية على أُسسٍ مهنية وعقيدة وطنية خالصة".
وأكد أنه سيجري العمل مع حكومة الوحدة الوطنية لمعالجة "الملفات النازفة والضرورية"، كمواجهة فيروس كورونا وتوفير اللقاح وحل أزمة الكهرباء والسيولة وتحقيق الأمن.
وشدد على أن الجهد الأكبر الذي سيذله خلال الفترة المقبلة سوف ينصب على "التأسيس لعملية المصالحة الوطنية من خلال بناء هياكلها وتوفير متطلباتها وشروطها المعنوية والمادية والتوطئة لها عبر ترسيخ قيم العفو والصفح والتسامح... من أجل تحقيق التعايش السلمي والعيش المشترك دون الإخلال بمبدأ الإفلات من العقاب لكل من أجرم في حق بنات وأبناء شعبنا العظيم".
ودعا المنفي المجتمع الدولي إلى الإيفاء بالتزاماته تجاه الشعب الليبي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والتقيد بها "كوضع حد للتدخلات الخارجية السلبية وحظر توريد الأسلحة والحفاظ على الأموال والأصول الليبية المجمدة، وتقديم الدعم الفني الذي تتطلبه المرحلة".
وقال إن بلاده تتطلع في نفس الوقت إلى بناء علاقات خارجية وثيقة قائمة على الشراكة والمصالح المتبادلة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وشهدت ليبيا مؤخرا انفراجة سياسية يؤمل أن تطوي صفحة الانقسام والانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011.
وفي 5 فبراير/ شباط الماضي انتخب ملتقى الحوار الليبي سلطة تنفيذية موحدة: عبد الحميد دبيبة لرئاسة الحكومة، والمنفي لرئاسة المجلس الرئاسي، تكون مهمتها الرئيسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام الجاري.