منذ أكثر من نصف مليار عام من الآن، عاش على الأرض مخلوقات بحرية "مقطوعة الرأس تشبه أوراق الشجر وقطرات الدموع ولفائف الحبال" جرفتها المياه في البحار البدائية لآلاف السنين.
وبحسب الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "livescience" العلمية، فإن هذه الحيوانات الأقدم على الأرض وأكثرها بدائية ربما كان لديها جينات مماثلة للجينات الموجودة في جسم الإنسان، والتي منحت "الأعضاء الحسية وأنظمة المناعة التي لا تزال موجودة لدينا حتى اليوم".
كانت حيوانات عصر "الإدياكاران" تعيش في قاع المحيطات وعاشت على شكل تجمعات تشبه الأوراق أو القطرات وجادل العلماء طويلا حول فكرة أنها حيوانات بالفعل.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، سكوت إيفانز، والباحث في جامعة فيرجينيا إن "هذه الحيوانات غريبة للغاية، ولا تبدو بالشكل الذي نتوقع أن تبدو عليه الحيوانات (في عصرنا الحالي)".
كانت معظم هذه الحيوانات الإدياكارية بسيطة، ربما أكثر تقدما بخطوة أو خطوتين من الإسفنج من حيث أن لديها أعصابًا وأمعاءً.
وأضاف الباحث: "لكن في ذلك الوقت، مثلوا قفزة تطورية هائلة. كانت الحيوانات من هذا العصر أول الحيوانات متعددة الخلايا الموجودة، مما جعلها أسلافًا لجميع الحيوانات الحديثة".
Genes of 500 million-year-old sea monsters live inside us https://t.co/kvRNDjp5LP pic.twitter.com/D4yTl4nrSq
— Live Science (@LiveScience) March 23, 2021
غرابة هذه الكائنات وافتقارها إلى الخصائص المميزة جعلت من الصعب على العلماء تحديد مواقعها في شجرة الحياة. لذلك، بالنسبة للدراسة الجديدة، قام إيفانز والعلماء المشاركون من جامعة كاليفورنيا بفحص حفريات من أربعة أجناس تمثل أكثر من 40 نوعًا من الأنواع الإدياكارية المعروفة من مواقع الحفريات في المناطق النائية بأستراليا.
أظهرت نتائج الدراسة التي تطبقت على 4 أصناف من هذه الحيوانات البدائية من العصر الإدياكاري أن هذه المخلوقات لا تختلف عن الحيوانات الحديثة كما كان يُعتقد في السابق.
وعلى الرغم من افتقارها إلى الرؤوس والأرجل، لا تزال الحيوانات تمتلك بعض السمات الأساسية التي لا تزال قائمة حتى اليوم. على سبيل المثال، كانت ثلاثة من الأربعة متناظرة من اليسار إلى اليمين ولها أجسام مجزأة.
ونوهت الدراسة إلى أن وجود "الخصائص التنموية"، مثل التناظر وتجزئة الجسم، يشير إلى أن العديد من الجينات الأكثر أهمية في الحيوانات الحديثة - خصوصا الجينات التنظيمية عالية المستوى - كانت موجودة في هذه الحيوانات القديمة.
قال إيفانز: "يمكننا استخدام هذه الحقيقة للقول إنه إذا كانت هذه الحيوانات الإدياكارية لها نفس الخصائص ، فمن المحتمل أنها تخضع لسيطرة نفس الجينات (التي تتواجد اليوم في جميع المخلوقات تقريبا ومنها البشر)".