وقال نوفاك، في إحاطة إعلامية: "إنه تقرر خلال جلسة "أوبك+" بدء تعافي الإنتاج اعتبارا من شهر أيار/ مايو، ويمكننا التوصل إلى المعايير التي حددها الاتفاق خلال ثلاثة أشهر".
وتابع نوفاك: "إذا تحدثنا بلغة الأرقام، ففي شهر أيار/ مايو سيبلغ إجمالي الزيادة للإنتاج في دول "أوبك +" 350 ألف برميل يوميا، وكذلك ستبلغ الزيادة 441 ألف برميل يوميا في شهر تموز/ يوليو".
وأضاف: "إن اليوم خلال اجتماع "أوبك +"، تم اتخاذ قرار البدء بالتعافي اعتبارا من شهر أيار/ مايو، واسمحوا لي أن أذكركم أنه بدايةً من شهر شباط/ فبراير إلى نيسان/ أبريل، تم تجميد الإنتاج، واليوم قررنا البدء بالتعافي من شهر أيار/ مايو في غضون ثلاثة أشهر. وهكذا نصل إلى تلك المعايير التي حددتها الاتفاقية".
كيف ستزيد دول "أوبك +" من إنتاج النفط
قرر تحالف "أوبك +"، عقب اجتماع يوم أمس الخميس، العودة إلى الضعف التدريجي للقيود على إنتاج النفط وزيادته في مايو/ آيار ويوليو/ تموز بمقدار 1.141 مليون برميل يوميا.
تحدثت مجموعة من الخبراء لوكالة "سبوتنيك" عن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار زيادة الإنتاج. لم يتحدث أحد عن مثل هذه الخطط؟ كيف سيتغير إنتاج البلدان الأخرى؟ هل هناك خطورة من أن تؤثر زيادة إنتاج النفط سلباً على الأسعار؟.
أشار الخبير السعودي في شؤون النفط والمستشارالاقتصادي، محمد سرور الصبان: "إن القرار الذي اتخذه تحالف "أوبك +" كان مثالياً وفي الوقت المناسب، حتى لو لم يتوقعه أحد".
وأوضح الصبان أن "إنتاج النفط سينمو بشكل أقوى في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى المشاركة في الحجم الإجمالي، فالسعودية تخطط للعودة تدريجيا إلى السوق، بالإضافة إلى تخفيضها بمقدار مليون برميل يوميا (250 ألف برميل في مايو/ أيار، و350 ألف برميل في يونيو/ حزيران، و400 ألف برميل في يوليو/ تموز).
وأضاف الصبا: "روسيا بدورها في إطار اتفاق "أوبك +" ستزيد إنتاجها النفطي بالتساوي في مايو ويوليو بمبلغ 114 ألف برميل يوميا، لأنها بدأت في زيادة الإنتاج إثر نتائج الجلسة السابقة، وستدخل جميع القيود حيز التنفيذ اعتبارا من مايو/ أيار المقبل".
قرار في الوقت المناسب
لم يكن القرار الذي اتخذه تحالف "أوبك +" متوقعا بالنسبة لصناعة النفط، فلم يتوقع أحد أن تبدأ الدول المصدرة للنفط في زيادة الإنتاج الآن، فعلى الأقل لم ترد تقارير تفيد بمناقشة مثل هذا الخيار.
إن احتمالية بداية موجة ثالثة من الوباء في البلدان الأوروبية، يجعل السوق غير مستقر، وهذا الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التخفيضات في استهلاك النفط والمنتجات النفطية. وإلى غاية الآن لم تستعِد جميع البلدان فعلا مستوى استهلاك النفط قبل جائحة "كورونا".
وتحدث الصبان عن "إجماع جمع كبار منتجي النفط حتى الدول المنتجة بأن بعض الاقتصادات العالمية بدأت بالانفتاح التدريجي وإن كانت أوروبا تعاني من الإغلاق والحجر الصحي لكن في كل الأحوال الأسواق آخذة في التحسن خاصة بعد بدء استخدام اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" المستجد والفضل يعود للتحالف التاريخي لدول "أوبك+".
وأضاف: "تعاونت دول "أوبك +" في دعم السوق وتقليص حجم الفائض في العرض كالولايات المتحدة وكندا والنرويج وغيرها، وهذا يشير إلى حدوث تعافي كبير في النصف الثاني من العام الجاري".
وتابع: "في الوقت نفسه، لا يمكن أن تستمر القيود المفروضة على إنتاج النفط لفترة طويلة، فهي تؤثر بشدة على الاقتصادات الوطنية وعلى تنمية قطاع الطاقة في البلدان المنتجة للنفط".
من جانبه، أيّد مدير صندوق تنمية الطاقة الروسية، سيرغي بيكين هذا الموقف، وقال: "إنه كان من الممكن أن تبدأ القيود المفروضة على الإنتاج في وقت سابق، لكن الموجة الثانية من انتشار فيروس "كورونا" تدخّلت".
وتابع: "على أي حال، كان من المفترض أن تحدث الزيادات في الأشهر المقبلة. حدث هذا فقط بعد ذلك بقليل بسبب الموجة الثانية من الوباء والتخفيضات الطفيفة في الطلب".
وأوضح الخبير بيكين أن "الإنتاج سيعود إلى مكانه تدريجيا، يجب أن يكون مفهوماً أن حصة التخفيضات التي حققتها دول "أوبك +" سوف تتراجع بسبب زيادة إنتاج تلك البلدان التي لم تكن مدرجة في هذه الاتفاقية، فالوضع يستقر وبناء على هذه الديناميكيات، بينما يتزايد النشاط، قررنا التصرف بهذه الطريقة".
رد فعل السوق
في الساعات الأولى بعد إعلان نتائج اجتماع "أوبك +" ، خشي سوق النفط العالمي انخفاضا آخر في الأسعار لكن في النهاية تم تجنب ذلك.
وفقا لخبير وكالة معلومات النفط والغاز، مرشح العلوم التقنية ألكسندر خورشودوف، تم ضمان هدوء السوق من خلال زيادة سلسة وتدريجية في الإنتاج.
وقال خورشودوف: "إن طرح السؤال عن رد فعل السوق مهم جدا، فإذا قمت بزيادة الإنتاج على الفور، فسوف تنخفض الأسعار بالطبع. ولا أحد يحتاجها. حتى مع هذه الزيادة الطفيفة في الإنتاج، كان رد فعل البورصة هو الركود، ثم استقر السوق في رد الفعل لأن أحجام التراكم صغيرة. الآن ستعمل المملكة العربية السعودية على زيادة الإنتاج تدريجياً، لأنها ظلت لفترة طويلة عند معدلات منخفضة. أظن أنه كان صعبا على عملية الإنتاج السعودي للنفط، وبالنسبة لنمو الإنتاج الروسي فسيكون بشكل أسرع قليلا. يبدو لي أن هذا لا يزال كافيا".
كما أشار سيرغي بيكين، إلى أن "الرياض لعبت الدور الرئيسي في هذا، لقد كانت العودة التدريجية للإنتاج السعودي هي التي جعلت من الممكن الحفاظ على الاستقرار الهش الذي تم تحقيقه بشق الأنفس في قطاع النفط".
وتابع: "في الواقع، حالة عدم اليقين في السوق عالية جدا. إذا أعلنت المملكة العربية السعودية بالأمس أنها ستعيد على الفور القيود الإضافية على مليون برميل من النفط، فسيكون ذلك صعبا على السوق، وقد يتبعه انخفاضا. والقرار الحالي ضعيف، وهو مصمم لمدة 3 أشهر".
وأضاف بيكين: "هذا أمر ممتع للغاية".
توقعات ووجهات نظر
نظرا لأن خطة التخفيضات الحالية مصممة لمدة 3 أشهر فقط، فإن مسألة احتمالات انتعاش سوق النفط العالمية تظل مفتوحة. حتى مع التخفيضات، فأسعار النفط استقرت، ولكن ببطء شديد، ولم يتضح تماما بعد ما يمكن توقعه من أسعار النفط مع أدنى زيادة في الإنتاج.
من جهته، يتطلع الخبير السعودي الصبان إلى المستقبل بتفاؤل، "سعر البرميل لن ينخفض بعد الآن بجدية، لكن بعيدا عن كل شيء في هذا الشأن يعتمد على إرادة الدول الأعضاء في الحلف"
"وتوقع الصبان أنه "بعد شهر يوليو/ تموز القادم، سنشهد ارتفاعا في الأسعار بحيث يكون متوسطها بين 65-70 دولار للبرميل حتى نهاية العام، ويجب أن لاننسى أن هناك عوامل أخرى خارج إرادة "أوبك +" مرتبطة بظروف الطلب والمستهلكين، واستمرار إغلاق بعض الاقتصادات وحصول الدول النامية على حصتها العادلة من اللقاح وبأسعار مناسبة، وسرعة تعافي الاقتصاد الصيني والأمريكي والهندي".