وبحسب حديث الخبراء لـ"سبوتنيك"، فإن الخلايا النائمة في دول المغرب العربي تتواصل فيما بينها، كما أنها تعمل وفق استراتيجية متفرقة حسب الظروف والأوضاع، التي تراها الخلايا في كل دولة.
خلال الأشهر الأخيرة شهدت معظم دول منطقة المغرب العربي عمليات إرهابية أو استباقية ألقي فيها القبض على بعض الخلايا.
في الأول من أبريل الجاري، قتل ثلاثة"إرهابيين" بينهم قيادي محلي في تنظيم "داعش" الإرهابي وامرأة آسيوية فجرت نفسها في مناطق جبلية بالقصرين التونسية قرب الحدود مع الجزائر.
قال المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي، لوكالة "رويترز":
"تمكنت قوات الحرس من قتل إرهابي في جبل سمامة، وفجرت امرأة آسيوية كانت معه نفسها لتقتل أيضا رضيعا كان بين يديها".
وأضاف أنه في عملية ثانية بجبل المغيلة قتلت قوات الحرس والجيش في كمين الإرهابي حمدي ذويب القيادي بجند الخلافة المؤيد لتنظيم "داعش".
وفي نهاية مارس أعلنت السلطات المغربية أنها بتنسيق مع أجهزة استخبارات أمريكية، ألقت القبض على خلية من أربعة أفراد يشتبه في ارتباطهم بتنظيم "داعش" الإرهابي كانوا يسعون لتنفيذ مخططات إرهابية داخل المملكة.
عمليات سابقة أيضا قام بها الجانب الجزائري استهدفت بعض الخلايا التابعة للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يتماشى مع تحذيرات الإرهابيين من استراتيجية عمل التنظيم عبر الخلايا المتفرقة في دول المنطقة، والتي تدين بالولاء للتنظيم في منطقة الساحل والصحراء.
من تونس قال الخبير العسكري التونسي العميد مختار بن نصر، إن هناك خلايا موالية لداعش منها ما يسمى بـ "الخلافة، وهي عناصر إرهابية متواجدة بغرب البلاد بولاية "الكاف" خاصة جبل السلوم.
الخبير التونسي أوضح في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن الخلايا النائمة يمكن أن تتعاون مع بعضها، وهي تحافظ على سرية تواجدها، لكي تكون قادرة على الاستمرار، وإحداث المفاجأة.
إشارة أخرى يراها الخبير ذات أهمية كبيرة، حيث حاول تنظيم "داعش" تأسيس إمارة له في مدينة "بنقردان"، إلا أن ذلك الأمر تحطم بشكل كبير في ما يسمى بـ"ملحمة بنقردان" مارس2016، حيث تم إحباط الهجوم وقتل عدد كبير من الإرهابيين، وهي الإشارة التي تحمل معها الكثير من التحذيرات حتى الآن بأن التنظيم قد يحاول مرة أخرى في مكان آخر.
بحسب الخبير يسعى التنظيم لإعادة تمركزه جنوب الصحراء، وهو ما يفسر تواصل خلايا التنظيم سواء في الداخل التونسي او في دول المغرب العربي.
لكن الخبير التونسي أكد في الوقت ذاته على وجود بعض العناصر المتفرقة، التي تتم ملاحقتها بشكل دؤوب في بلدان المغرب.
في الجزائر يرى الخبير العسكري إدريس عطية، أن "داعش" مصمم على ضرب أغلب أجزاء القارة الإفريقية وتدعيشها.
في حديثه لـ"سبوتينك"، أوضح الخبير الجزائري، أن خسائر التنظيم مناطق تواجده في العراق وسوريا، تدفعه للسعي لإيجاد مناطق بديلة له في إفريقيا.
يكثف التنظيم نشاطه في الفضاء المغاربي-الساحلي، ويعتمد في ذلك على عدة نظريات منها منطق المبايعة والولاء الخاص بنظرية الذئاب المنفردة، بحيث يمارس الإرهاب عبر الأفراد الذين يعلنون ولائهم للتنظيم الأم (داعش)، بحسب الخبير.
عمليات التجنيد تتم حتى الوقت الراهن عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، سواء في تونس، أو المغرب والجزائر، بحسب الخبير، الذي يؤكد على أن بلاده مستهدفة من قبل الإرهاب والأطراف الداعمة له.
على الرغم من العمليات الأمنية الاستباقية، إلا أن الخبير العسكري شدد على إصرار "داعش" على تنظيم الخلايا النائمة وفق منطق نظرية "حبات الفطر"، بحيث تحرك كل مرة خلية، سواء في الجنوب الجزائري، مستغلة التضاريس الصعبة، أو بقية دول الجوار، والمجال الجيوسياسي المباشر للجزائر.
من ناحيته قال الخبير الأمني المغربي محمد أكضيض، إن المملكة المغربية نادت أكثر من مرة بشكل رسمي، إلى ضرورة التعاون بين دول المنطقة، وخاصة مع الجزائر.
بدأت الجماعات في المغرب العربي تظهر على فترات زمنية قريبة في مختلف الدول، إما من خلال عمليات قبض على خلايا، أو تنفيذ عمليات، وهو ما يراه الخبير يحتاج إلى تعاون إقليمي، كما أن التعاون الدولي متاح في الوقت الراهن باعتبار أن الاستخبارات المغربية تشتغل منذ عقود في الاتجاه.
وحذر الخبير من عدم التعاون الوثيق، وما يمكن أن يترتب عليه من مخاطر قادمة من منطقة الساحل والصحراء، وكذلك فيما يتعلق بالخلايا المحلية في دول المنطقة.
وتضم منطقة الساحل والصحراء تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، بنحو 1700 مقاتل، إضافة إلى تنظيم "داعش" بقيادة أبو الوليد الصحراوي ويبلغ عدد عناصره نحو 1300 مقاتل.
أما تنظيم "المرابطون" يبلغ عدد عناصره نحو 700 مقاتل، ومجموعات صغيرة أخرى، إضافة نحو 4 آلاف عنصر من "داعش" على الحدود الليبية في الصحراء، بحسب الخبراء