الصين أيضا وفي خضم حربها الاقتصادية وجهت ضربات قاسية للدولار أحدثها في مارس/ آذار، عندما أوقفت التعامل بالدولار في البورصة الصينية، وذلك بعد أن أطلقت مشروعها للعملة الرقمية الصينية.
وكانت السلطات الروسية أشارت مراراً إلى أن الولايات المتحدة، من خلال سياسة العقوبات التي تنتهجها، تقوض الثقة في الدولار، وتقلل من استثماراتها في الدين العام الأمريكي. وفي وقت سابق قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف: "إن روسيا لا تستبعد ظهور نظام بديل للدفع السريع "سويفت"، مشيراً إلى أن "التطور السريع للعملات الرقمية وبلوك تشين، سيمكن من تشكيل التسويات الدولية على أساس تكنولوجي جديد تماما".
وفي حديثه لـ "سبوتنيك"، قال الباحث في الشؤون الاقتصادية د. محمد حيدر:
إن "واشنطن تستخدم كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لمضايقة الدول التي تشكل منافسا لها، أو التي لا تسير في ركابها، وهي تستخدم في هذا السبيل أدوات النظام المالي العالمي مثل نظام سويفت، وهذه الضغوط تجعل القيم المالية والقيم الحقيقية للإنتاج في البلدان المستهدفة لا تساوي قيمتها الحقيقية، وهو ما دفع عددا من الدول من بينها الاتحاد الأوروبي لخلق بديل لنظام سويفت".
وأكد حيدر أن "هناك فرص لوجود أنظمة بديلة لسويفت، وهناك أدوات فعلية يمكن أن تخزن الدول قيمها فيها مثل الذهب، أو نظام المبادلة التجارية البينية التي ستتسبب في خلق فجوة كبيرة في نظام العقوبات
وحول التحول إلى العملات الرقمية كأحد الحلول لفك الارتباط مع دولرة الاقتصادات، قال المدير التنفيذي لشركة "برافيكا" المتخصصة في تطبيقات البلوك تشين المهندس محمد عبده:
"العملات الرقمية لن تحل محل الدولار في المستقبل القريب، لأنها مرهونة بالانتشار والقبول، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وسترتبط التعاملات التجارية الكبرى بهذه العملات بصدور قوانين تتيح التعامل بها على مستوى رسمي لتقنين التعامل، وحل المشكلات الأمنية التي يمكن ان تنشأ عن هذه المعاملات".
وأوضح عبده أن "العملات المشفرة تعتبر أصول رقمية ومخزن للقيمة"، مشيرا إلى أن "جائحة كورونا تسببت في طباعة الكثير من العملات الورقية ما أفقدها قيمتها ودفع المستثمرين إلى اللجوء للعملات المشفرة".
وحول مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل تراجع الثقة في الدولار، قال الخبير في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية د. بيير عازار:
"من الصعب على المدى المنظور التحكم في هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي حيث أن الاحتياطات في كافة المراكز الاقتصادية يتم تقييمها وتقويمها بالدولار، وهذا النظام النقدي الدولي الخاص الذي تولد عن سوق اليورودولار منذ عقود والذي تتحكم به صناديق التحوط هو المسيطر حتى الآن، والمصارف المركزية حول العالم لا تمتلك أي من الأدوات في السياسيات المالية من أجل التحكم في التدفقات المالية التي يحركها هذا النظام، بالتالي لايزال الدولار هو سيد هذا النظام".
وأوضح عازر أن "هناك تعددية كبيرة في مراكز القرار الاقتصادي على مستوى العالم، وهناك تجمعات إقليمية تحاول أن تأخذ مكتسبات تتنصل من شروط منظمة التجارة العالمية"، مؤكدا أن "صندوق النقد لم يعد يسيطر على التدفقات النقدية عبر العالم".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي